الغرب فى مواجهة الاسلام ( صامويل هنتنجتون )
هنجتون أشار الى أن الخلافات السیاسیة والإقتصادیة
ستكون هى الاختلافات الثقافیة والمحرك الرئیسي للنزاعات بین البشر في السنین
القادمة
وخلال الحرب الباردة، كان النزاع آیدیولوجیاً
بین الرأسمالیة والشیوعیة ولكن النزاع القادم سیتخذ شكلاً مختلفاً ویكون بین حضارات محتملة .
أهم مافى هذه الحضارات هى ( فى رأينا ) الحضارة
الغربية ، والحضارة الاسلامية -( كل الدول ذات الأغلبية المسلمة ).
ملخص الأطروحة
ھذه المنظمة الثقافیة تناقض مفھوم الدولة
القومیة في العالم المعاصر. لفھم الصراع الحالي والمستقبلي، یجادل ھنتغتون بأن الصراعات
الثقافیة ولیس الآیدیولوجیة أو القومیة یجب أن تُقبل نظریاً باعتبارھا بؤرة الحروب
القادمة. یجادل ھنتغتون بأن الاختلافات أو الخصائص الثقافیة لا یمكن تغییرھا كالانتماءات
الآیدیولوجیة، فبإمكان المرء أن في الصراعات الآیدیولوجیة، یمكن للناس أن یختاروا الجانب
الذي یؤیدونهً
والانسان يمكن أن يكون رأسماليا أو
شيوعيا، ولكنه لا یمكن أن یكون مسلماً وكاثولیكیا في آن واحد
في الصراع الثقافي أو الحضاري،نفس المنطق
ینطبق على الدین، فبامكان المرء أن یحمل جنسیتین فرنسیة وجزائریة مثلاً
كما یجادل بأن العوامل الثقافیة تساعد في
بناء تكتلات إقتصادیة متماسكة مثل حالة النمور الآسیویة وتقاربھا مع الصین ا
وھو ما سیؤدي لنمو الھویات الإثنیة والثقافیة
للحضارات وتغلبھا على الاختلافات الآیدیولوجیة.
مثل صراعات المسلمین مع الأدیان الأخرى
مثل الصراع في السودان وجنوبه، بین المسلم والمسيحى
في كتابه، ركز ھنتغتون على الإسلام وقال
بأن "حدوده دمویة وكذا مناطقه الداخلیة"، مشیرا الى صراعات المسلمين
والمسيحيين بين الشمال والجنوب فى السودان ً
الھند وباكستان والصراعات داخل الھند نفسھا
بین المسلمین والھندوس وتسائل ھنتغتون ما إذا كانت الھند ستبقى دولة دیمقراطیة علمانیة
أو تتحول إلى دولة ھندوسیة على صعید سیاسي، ومشاكل الھجرة في أوروبا وتنامي
العنصریة في ألمانیا وإیطالیا ضد المھاجرین من شمال أفریقیا وتركیا، مشاكل المسلمین
التركمان في الصین، صراعات المسلمین الآزیریین مع الأرمن، صراعات المسلمین
في آسیا الوسطى مع الروس، صراعات المسلمین الأتراك في بلغاریا، ولكنه حدد الصراع بأنه
بین "العالم المسیحي(بقیمه العلمانیة من جھة، و"العالم الإسلامي" من
جھة أخرى "
أستشھد ھنتغتون بالغزو العراقي للكویت عام
1990 ،فشعبیة صدام حسین كانت مرتفعة في أوساط الشعوب العربیة والإسلامیة برغم أن معظم
الأنظمة العربیة لم تؤید موقفه
وانضمت لتحالف دولي بقیادة الولایات المتحدة
لتحریر الكویت. جماعات الإسلام السیاسي عن بكرة أبیھا كانت تعارض التحالف الدولي، واستعمل
صدام حسین خطاباً شعبویاً
حتى الملك الحسین بن طلال،صور فیھا الحرب
بأنھا حرب بین حضارات، والجماعات الإسلامیة نفت أنھا "تحالف دولي ضد العراق"
بل "تحالف غربي ضد الإسلام".
والأردن دولة محسوبة على "محور الإعتدال"
المتصالح مع الغرب، قال بأنھا لیست حرباً على العراق بل "حرب ضد كل العرب والمسلمین".
توركوت أوزال ( حاكم تركيا آنذاك )، قال
بأن الصحف التركیة كانت تمتلئ بصور المجازر وتزاید الضغط الشعبي على السیاسیین لتذكیر
أرمینیا بأن تركیا لا تزال موجودة للدفاع عن الآذریین
في ھذه الأزمة، الإتحاد السوفییتي الشیوعي
"الملحد"، كان مؤیداً لأذربیجان سابقاً ولكن فور إنھیاره، وجد الروس أنفسھم
مضطرین لمساعدة الأرمن الأرثوذكس الذین یشتركون إثنیا مع الأتراك
.
المثال الثالث، متعلق بالنزاع في یوغوسلافیا
السابقة، حیث أظھر الغرب دعمھ للبوسنة لما تعرضوا له من مجازر تطھیریة على ید الصرب
دون أي إجراءات عملیة تمنع إستثنائیة لإقناع الدول الأوروبیة بالإعتراف
بوقوع المجازر ولكن الدول الأوروبیة لم
تظھر نفس الموقف إتجاه مجازر الكروات بحق الأقلیة المسلمة. وبذلت ألمانیا جھودا بكرواتیا وسلوفینیا،ً
وھما دولتنان بأغلبیة كاثولیكیة ولكنھا
اتخذت موفقا وسطاً إتجاه الصرب الأرثوذكس، ووجدت روسیا نفسھا أمام ضغط شعبي متصاعد
لعدم تدخلھا لدعمه على الصعید المقابل، قامت إیران بتسلیح وتدریب من
ثلاثة إلى أربعة آلاف مقاتل
لمساعدة البوسنة ووجدت السعودیة نفسھا تحت
ضغط متصاعد من جماعات أصولیة بداخلھا لتحدید موقف واضح مما یجري في ذلك البلد.
یحدد صامویل ھنتغتون عدة سیناریوھات لعلاقة
الغرب أو "الحضارة الغربیة" ویقصد الولایات المتحدة وكندا والإتحاد الأوروبي،
وإلى حد ما الیابان، مع "الآخرین". إذ یقول :
بأن الغرب لا یواجه تحدیا إقتصادیا من أحد،
وقرارات الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي تعكس بطریقة أو بأخرى مصالح الولایات المتحدة
والإتحاد الأوروبي
إذ تستعمل الدول الغربیة مزیجا من بعض
المصطلحات الأدبية الأخرى :
وإن جائت متنكرة باسم "المجتمع الدولي"
بغرض إضفاء الشرعیة على قرارت تصب في مصلحة الولایات المتحدة بالدرجة الأولى.
القوة العسكریة والمؤسسات الدولیة والترویج
لقیم الدیمقراطیة واللیبرالیة لحمایة مصالحھا وضمان ھیمنتھا على إدارة العالم. یعقب
ھنتغتون بالقول أن ھذه ھي نظرة غیرالغربیین على الأقل وفیھا جانب كبیر من الحقیقة
یقول ھنتغتون بأن النضال والسعي العسكري
والاقتصادي للقوة ھو ما سیحدد شكل الصراع بین الغرب والحضارات الأخرى مھما حاول الغرب
أن یقول أن قیم الدیمقراطیة :
، صحیح أن جوانب من الحضارة الغربیة وجدت طریقھا
في مجالات هى
حقوق الإنسان والحریة والعلمانیة والدستور
ھي قیم عالمیة تستفید منھا البشریة جمعاء، فوفقا وفقا لھنتغتون،فهى لا تنتسب الى حضارات أخرى ً
حضارات أخرى ولكن قیم الدیمقراطیة وسیادة
القانون والسوق الحر قد لا تبدو منطقیة في عقلیة المسلمین أو الأرثوذكس وسیؤدي لردود
فعل سلبیة.
الدیمقراطیة والتعلیم یؤدون لعملیة
"تأصیل" المجتمعات وعودتھا لـ"جذورھا"، تحضر المجتمعات یؤدي لتبنیھا
قیما غربیة سطحیة ولكن شرب كوكا كولا لا یجعل الروسي أمیركیا، ولا أكل السوشي سیجعل من الأمیركي
یابانیا، فانتشار السلع الاستھلاكیة الغربیة لیس مؤشرا على انتشار الثقافة الغربیة.
السیناریو الثاني أن تعمل تلك الدولة محالفة
الغرب و"تغریب" مجتمعاتھا مثل تركیا فهى تسعى الى الدخول فى الاتحاد
الأروبى ولكنها تفشل فى ذلك ا.
السیناریو الثالث ھو أن تتحالف تلك الدول
أو الحضارات مع حضارات غیر غربیة أخرى وتسعى لتشكیل قوة اقتصادیة او عسكریة معھا بغرض
تحقیق التوازن أمام
الدول الغربیة.
یختم ھنتغتون بالقول أنه لا یقترح إختفاء
الدول القومیة، أو بروز ھذه الحضارات ككتل سیاسیة واضحة وموحدة، ولا یقترح أن الاقتتال
الداخلي سینتھي، ولكنه یقول أن :
الضمیر الحضاري" أمر واقعي وحقیقي
ویتزاید منذ إنھیار الإتحاد السوفییتي، نخب مثقفة في دول غیر غربیة ستعمل على تقارب
بلدانھا مع الغرب ولكنھا ستواجه بعراقیل كثیرة، الصراع القادم سیكون بین "الغرب
والآخرین" والمستقبل القریب یشیر إلى صراع بین الغرب والدول ذات الأغلبیة المسلمة،
وعلى الغرب أن یقوي جبھته الداخلیة بزیادة التحالف والتعاون بین الولایات المتحدة والإتحاد
الأوروبي ومحاولة ضم أمیركا اللاتینیة القریبة جدا من الغرب، وكذلك الیابان.
یوجد ما یستحق التقدیر في أطروحة ھنتغتون
ولكن فیھا الكثیر من المشكلات .
ھناك العدید من المشاكل في ھذه الأطروحة
وعقب ھجمات 11 سبتمبر، بدا ھنتغتون كما لو كان نبیا.
تمحورت الانتقادات حول تعامل ھنتجتون مع
الظواھر السیاسیة كمسلمات جوھریة في ثقافات الشعوب، تجاھل الحركات البشریة المؤثرة
على
المشاكل في الوقت ذاته.
فھولاء بدورھم لا یعترفون بالدولة القومیة
في أوساط حركات الإسلام السیاسي،
نظریتهم ھذه تلقى رواجاً
عملیة تبلور الھویات، واتھمت الأطروحة بالبساطة
والسطحیة.
یقول إدوارد سعید بأن ھنتغتون إعتمد بشكل
كبیر بأن جمیع المسلمین
حول العالم یشكلون مجتمعًا سیاسیاً تحكمه
الشریعة الإسلامیة.
تجاھل ھنتغتون التاریخ الطویل التي مرت
بھ أوروبا، ویرید أن یجعل من الحضارات والھویات كیانات :
بتجسید كیانات ضخمة وواسعة تسمى "الغرب"
و"الإسلام " بتھور.
لمجموعة من القیم والممارسات،قد یعني أشیاء
كثیرة
ً
قد یكون إرتباطا ثقافیاً، تصنیف لدولة أو
غیر ذلك. فھناك مسلمون یرون ضرورة فصل الدین عن الدولة، وأولئك الذین یعتقدون بوجوب
أن تكون الشریعة مصدر التشریع،
وأولئك الذین ینظرون إلیھا على أنھا أحد
مصادر التشریع، وھناك من یراھا غیر مرتبطة ولا ینبغي أن تكون ذي صلة في القانون المعاصر.
قدم ھنتغتون الإسلام باعتباره كیاناً جیوسیاسیاً
موحداً، ولكن مفاھیم "حاكمیة الله" و"سیادة الإسلام" ترجع إلى
جماعة الإخوان المسلمین وروادھا الأوائل حسن البنا وسید قطب
في تاریخ الإسلام تُعرف بالسلفیة، وكانت
حركة مختلفة عن الذي أعاد تعریف الجھاد بأنه "ثورة إسلامیة
عالمیة". تعود جذور الإخوان المسلمین إلى حركة حدیثة نسبیاً بعد سقوط الدولة العثمانیة ،،،،،
والى حلقة قادمة ان شاء الله ,,,,,,
عرض / عبدالوهاب حنفى