الخميس، 12 مايو 2011

طبلية الأكل ، فى الواحات الداخلة - عبدالوهاب حنفى



تعرضنا فيما سبق للعديد من الأكلات المرتبطة بسياق معين ، مثل احتفاليات الزواج ، وعاشوراء ، والعشيان الموسمية ..الخ
الا أن هناك العديد من الوجبات الخاصة التى تتميز بها المنطقة منها مايلى :
1-  ( فتة الحليبة ) وهى وجبة افطار شائعة فى أنحاء الداخلة ، وهى عبارة عن تقطيع الخبز الشمسى الى قطع صغيرة ، يضاف اليها الحليب الساخن (من البقر المنتشرفى المنطقة  ) ومغه القليل من السكر ، ثم يترك حتى يتشبع الخبز بالحليب قبل الأكل . ويطلق على هذه الوجبة بنفس مكوناتها مسميات مختلفة ، مثل( مغلية ) فى قرية الراشدة ، وبعض القرى الأخرى
2-  ( الرز والفتة ) وهو الوجبة العامة والمسيطرة على عادات الطعام فى كافة الواحات الداخلة فى وجبة الغداء ، وكثيراما يتناولها الفلاحون ليلا بعد عودتهم من الحقول ، ويتم اعداد الفتة أولا فى الأنجر( طبق كبير من الصاج ) ،وتضاف عليها تقلية الثوم ثم يضاف الأرز فوقها ، ويتوج الأنجر بقطع اللحم .

3-     ( الجبنة المعطونة ) وهى من أنواع الجبن الذى تتميز به الواحات الداخلة دون غيرها ،
تخصصت فى صناعته قريتى أسمنت والمعصرة ( المتجاورتين جغرافيا) وتبدأ خطوات صناعته مثل الجبن القريش المعروف ، الاأنه بعد خطوة ( حصير الجبن ) يتم تعبئته فى أوانى فخارية ، تسمى الواحدة منها ( طرشية ) وهى أشبه بالزلعة المعروفة فى صعيد مصر ، وبعد التعبئة يوضع الملح ( بكثافة ) بين طبقات الجبن وفوقه ، ثم يتم غلق الطرشية بسدة من ليف النخيل ، وفوقها طبقة من الطين ، للمزيد من احكام الغلق ومنع دخول الهواء الى داخلها ، وتترك الطرشية لمدة تتراوح من 4-7 أشهر ، حتى تكون صالحة للأكل ، وأشد ما تتسم به هذه النوعية من الجبن ، هو أنها فائقة الكراهة فى الرائحة التى تنتج عن درجة التعطن الشديدة طبقا لمدة غلق الطرشية  ، وبرغم ذلك فأنها تتسم بطعم غاية فى الاغراء، ومن المعتاد أن تلحظ الاقبال على شرائها فى سوق مدينة موط ، حيث تجلبه السيدات المنتجات له من أسمنت والمعصره .

4-  ( اللبسان ) وهو نوع من الخضر ( الشيطانية ) مايعنى بأنها لاتقاوى لها ، فتنبت مع محصول القمح بدون بذور ، وهو نبات شتوى ، وتناوله مطبوخا فى كافة مناطق الواحات الداخلة ، يؤكل كوجبة خضر مطبوخة منفردة ،أو  طبخه مع الأرزفى وجبة متكاملة تسمى ( رز اللبسان ) وهو نبات يشبه الخبيزة أو السبانخ ، ويتم تخريطه بنفس طريقتها ،  وهو يشتهر شتاء حيث يطلق عليه السكان هنا ( المضاد الحيوى ) لأمراض البرد ، خاصة ماتتسم به الواحات من برودة قارسة فى ليالى الشتاء ، أما عن طريقة اعداد اللبسان للطعام ، فهو يتسم بمرارة شديدة ، مما يفرض غليه وتصفية ماءه لأكثر من مرة للتخلص من هذه المرارة غالبا ما يؤكل كوجبة افطار للفلاحين ممن تضطرهم مواعيد استحقاقهم لمياه الرى ليلا ، وتعرضهم لطقس الشتاء الصحراوى ، ورز اللبسان يعشقه الكثيرون من السكان على اختلاف وتفاوت طبقاتهم ، بسبب قناعتهم الكاملة بفائدته الغذائية والطبية .

5-  ( الطليعة ) وهى من الوجبات المهمة التى تستمد شيوعها من انتشار تربية الأبقار، مما تتوافر معه الألبان بكميات كبيرة ، ما يجعل الحليب متاحا للعامة بيسر وسهولة ، والطليعة هى اللبن المختمر ، فى مرحلة ماقبل ( الخض ) أى كامل الدسم ، ويكون قوامه أشبه بالجيلى ، ويؤكل بالملعقة ، وغالبا ما يكون لوجبة العشاء ، لما تشتهر به الطليعة من فوائد هضمية .


6-  ( المريسة ) وهى مشروب يرتبط بالصيام فى شهر رمضان كمشروب ( مثل الخشاف ) قبل تناول طعام الافطار وهو من العادات الآخذة فى الاندثار ، ولم تكن تنتشر سوى فى مدينة موط عاصمة الداخلة ، وهى عبارة عن بلح مخلى من النوى ، ويضاف اليه حبات المشمش الجاف بعد نقعها فى الماء ليوم سابق ، وبعد خلط السائلين معا، يشرب باردا .

7-  ( العصيدة ) وهى تختلف تماما عن العصيدة الخاصة بالبدو فى سيناء ومطروح ، فهى هنا عبارة عن مطبوخ بلح العجوة مضاف اليها بعض الدقيق وتترك على النار حتى يغلظ قوامها قليلا ، ثم تؤكل خاصة فى وجبة العشاء الشتوية ، فهى وجبة غذائية تبعث الدفء ، لما تضمه من سعرات حرارية عالية ، فضلا عن وفرة عناصرها من الانتاج المحلى ..       



أروع ساعة فى العالم .. ساعة مكة المكرمة عبدالوهاب حنفى



تبث أذان الحرم وتشاهد من مسافة تزيد عن 8 كيلومترات
يصل طول حرف الألف في كلمة لفظ الجلالة (الله) إلى أكثر من 23 مترا ويبلغ قطر الهلال 23 مترا («الشرق الأوسط»)
يمكن رؤية الساعة من جميع أحياء مكة المكرمة وذلك عن بعد يزيد على 8 كيلومترات («الشرق الأوسط»)

ما إن دقت عقارب الساعة لمنتصف ليل أول من أمس، مؤذنة ببداية شهر رمضان، حتى سبقتها إلى ذلك «ساعة مكة» المطلة على بيت الله الحرام بثوانيها الأكثر صرامة، لتعلن عن عهد جديد في التاريخ المكي الزمني، ولتنذر ساعات عالمية بأنها احتلت الرقم 1 بمجرد دخول الثانية الأولى من شهر رمضان في السعودية.
ساعات من الترقب والمتابعة من أهل مكة وزوارها لمشاهدة اللحظات التاريخية لتشغيل أكبر ساعات العالم، يعلق عليها عبد المنعم بخاري، مدير العلاقات العامة والإعلام في الغرفة التجارية الصناعية بمكة، بقوله لـ«الشرق الأوسط»: «إنها ساعة علا شموخها وسط تضاريس مكة المتحزمة بالجبال الشمم، واختارت الساعة، بفضل الله، ومنه وبإشراف الحكومة السعودية، أن تعكس الجوانب الحضارية والتقنية في الأساليب العصرية التي وصلت إليها السعودية تزامنا مع أكبر توسعتين عملاقتين شهدهما الحرمان الشريفان».
وأضاف بخاري أن وجود الساعة وتربعها كأكبر ساعة برج في العالم بضعف 6 مرات ساعة «بيغ بن» الشهيرة، هو دليل على أن الحكومة السعودية تفرد جل اهتمامها نحو الاهتمام بالمقدسات والمشاعر، وتأتي الساعة بدقة ثوانيها لتؤكد هوية المرحلة المقبلة بأهمية الالتزام بالوقت من الناحية التطويرية لإنهاء المشاريع والخلاص من العشوائيات وتوسعة الطرق وبناء الجسور فالكل على موعد مع الدقة والالتزام.
في حين يذهب صالح المحمد الفضل، عضو اللجنة السياحية في الغرفة التجارية والصناعية بمكة المكرمة لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن المجتمع المكي والسعودي والعالمي انتظر تدشين الساعة الكبيرة التي أعلن عنها الملك عبد الله بن عبد العزيز، لتزين المظهر الجمالي لساحات الحرم الشريف، لتكون الأكبر والأعلى عالميا، وستدخل بعد تركيبها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية من أوسع أبوابها.
وأشار الفضل إلى أن قيمة الاستثمارات العقارية في مكة خلال السنوات الثلاث الأخيرة وصلت إلى 23 مليار ريال (6.1 مليار دولار)، توزعت في استثمارات فندقية وعمرانية داخل المنطقة المركزية، وزاد: «الاستثمارات الفندقية في مكة المكرمة من أقدم الاستثمارات على مستوى البلاد، نظرا لارتباط مكة بموسمي الحج والعمرة».
وأضاف «أصبحت مكة المكرمة في الفترة الأخيرة تنافس دبي ولندن في كم الغرف الفندقية والسكنية لتحل الساعة بشكل حضاري أجمل وأدق، وأضافت عليها الأبراج لمسات جمالية لافتة، وباتت تعكس ليس فقط اتجاهات القبلة في العاصمة المقدسة، بل أصبحت شاهد عيان يقف مبرهنا على سمو التقدم العمراني والفندقي في السعودية».
ولعبت «ساعة مكة» دورا كبير غير تحديد الوقت، بتحديد قبلة المساجد في مكة المكرمة في وقت أخطأت مساجد كثيرة، التحديد الأمثل للقبلة، لتشكل محددا أمثل تحدت فيه البوصلة وعوامل التقنية حين أتى على رأسها جامع «ابن عبيد» الذي ظل أكثر من 40 عاما يضل طريقه في الوجهة، ليفتح تساؤلات كثيرة حول الاختيار الأمثل في تولية القبلة، وهو ما دفع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في حينه إلى إيفاد مسؤولي مكتبها الهندسي إلى الجامع لقياس إحداثياته، وأصدروا وقتها تقريرا فنيا أكدوا فيه بالفعل وجود انحراف للقبلة من الجهة اليمنى للمنبر، بعدها تم توجيه الإدارة العامة للأوقاف والمساجد بالمباشرة الميدانية ووضع الدراسة الهندسية المتواكبة مع الإحداثيات الجديدة للجامع.
إلى ذلك وبحسب القائمين على المشروع، فإن ساعة مكة المكرمة تعد أكبر ساعة برجية في العالم، نظرا لقطر واجهتها الذي يزيد على 40 مترا، وبارتفاعها الذي يزيد على 400 متر عن مستوى الأرض، ويمكن رؤية الساعة من جميع أحياء مكة المكرمة وذلك من على بعد يزيد على 8 كيلومترات، وبذلك ستمثل الساعة إضافة جمالية متميزة لمعالم مكة المكرمة. وتعد الساعة الجديدة والفريدة من نوعها رائعة من روائع الهندسة والتصميم المتقن، إذ جرى تطويرها من قبل مهندسين رائدين من ألمانيا وسويسرا إلى جانب فريق من المتخصصين من أوروبا ومن جميع أنحاء العالم.
ويبلغ الارتفاع الإجمالي لبرج ساعة مكة 601 متر، في حين يصل ارتفاع الساعة من قاعدتها إلى أعلى نقطة في قمة الهلال 251 مترا. وتتكون من 4 واجهات، يبلغ حجم الواجهتين الأمامية والخلفية 43 مترا في 43 مترا، بينما يبلغ حجم الواجهتين الجانبيتين نحو 43 مترا في 39 مترا، ويمكن رؤية أكبر لفظ تكبير (الله أكبر) في العالم فوق الساعة، حيث يصل طول حرف الألف في كلمة لفظ الجلالة (الله) إلى أكثر من 23 مترا، ويبلغ قطر الهلال 23 مترا، و‏هو‏ بذلك أكبر هلال تم صنعه حتى الآن. ويمكن رؤية لفظ الشهادتين (لا إله إلا الله محمد رسول الله) فوق الواجهتين الجانبيتين للساعة. وتتكون الساعة، المصممة على الطراز الإسلامي طبقا لأدق معايير السلامة، من مستوى قاعدي يحتوي على شرفة للزائرين تقع تحت واجهات الساعة الأربع ويبلغ الوزن الإجمالي لساعة مكة 36.000 طن.
وفي بعض المناسبات الإسلامية كدخول الأشهر الهجرية والأعياد، ستتم إضاءة 16 حزمة ضوئية عمودية خاصة تصل إلى ما يزيد عن 10 كيلومترات نحو السماء وتبلغ قوة كل حزمة ضوئية 10 كيلوواط.
وسيبث أذان المسجد الحرام مباشرة من أعلى ساعة مكة عبر مكبرات صوت خاصة بحيث يمكن سماع الأذان في محيط المسجد الحرام وذلك من مسافة 7 كيلومترات تقريبا.
وأثناء الأذان، تتم إضاءة أعلى قمة ساعة مكة بواسطة 21.000 مصباح ضوئي يصدر أضواء لامعة باللونين الأبيض والأخضر يمكن رؤيتها من مسافة تصل إلى 30 كيلومترا من البرج، وهي تشير بذلك إلى وقت دخول الصلاة. كما تمكن هذه الإشارات الضوئية ذوي الحاجات الخاصة كضعيفي السمع مثلا أو الذين يوجدون على بعد من المسجد الحرام من معرفة وقت دخول الصلاة.
وتكون واجهة الساعة باللون الأبيض والمؤشرات باللون الأسود نهارا، وباللون الأخضر والمؤشرات باللون الأبيض ليلا.