السبت، 21 أكتوبر 2017

حصار الجيش الثالث - بقلم عبدالوهاب حنفى




حصار الجيش الثالث
الحلقة 14 – مذكراتى فى حرب أكتوبر
           بقلم / عبدالوهاب حنفى

بعد دفاع قواتنا عن مدينة السويس . واستمرار العدو فى السيطرة على غرب القناة ( من خلفنا)بتكثيف قواته المدرعة ، والتى بدات بدبابتين، وكانت هذه الدبابات تحت رؤيتنا ونحن فى شرق القناة لأن شرق القتاة مرتفعة عن منطقة الغرب وكانت أوامر الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان الجيش ابادتها فورا ، ولكن الرئيس السادات كان ضد ذلك ، وكان الفريق الشاذلى قد أعطى تعليماته لبعض الدبابات للأشتباك مع الدبابتين وتدميرها ، ولو حدث ذلك لما كان الحصار قد تم ، وكان الرئيس السادات يقصد أنه فى حالة اشتباك بعض المدرعات ( من الشرق ) لتدمير دبابتين فى الغرب ، هو ( فى حد ذاته ) انسحاب لقواتنا من الشرق الى الغرب ،وهو مالايصدقه عاقل أن تنسحب قواتنا من شرق القناة الى غربها لمجرد أن تدمر دبابتين فقط .. وهو ماكان سيحدث فعليا على الواقع . وأن الفريق الشاذلى تصرف فى ذلك سرا دون أن يتلقى تعليمات من غرفة العمليات المصرية ، وكأنه يتصرف ذاتيا .
ونحن فى الواقع ، تعلمنا من خلال الفريق الشاذلى كيفيات العبور ، وتدمير خط بارليف المنيع من خلال المشروعات التدريبة على أرض الواقع ، أو مناطق مشابهة لقناة السويس ، والقيادات الأعلى منه كانوا فى فترة الاستيداع ، ودخلوا المعركة قبل البداية بأيام قليلة ، وقد كنا ونحن فى جبهة القتال الأمامية أن تصرف الفريق الشاذلى هو عين الصواب ، بدلا من تحول الدبابتين الى حصار الفرقتين ( 19, السابعة ) بالجيش الثالث فى الأيام المقبلة ..!!!!
وقد كان – فى أعقاب هذا الحوار بين الرئيس ، والفريق الشاذلى ، قد أنتهى بعزل الفريق الشاذلى من منصبه ...!!!
لذلك كان دفاعنا عن السويس باستماتة ، وهوالدفاع عن المياه ، مثلما ذكرنا فى حلقة سابقة ...

وبعد الانتصار فى معركة السويس ، نريد أن نوضح ما حدث فى معركة الثغرة
الاثنين ( 15 ) أكتوبر 1973
•      الفريق / سعد الشاذلى يقترح سحب الفرقة 21 مدرعة واللواء الثالث المدرع التابع للفرقه الرابعة المدرعة (وهى القوة التى شاركت فى تطوير الهجوم وأصيبت بأكبر الخسائر ) إلى الغرب لاعاده تجميعها ورفع كفاءتها ولكن الاقتراح رفض من القيادة المصرية .

•      القيادة المصرية تناقش إغلاق ثغرة الاختراق من الشرق بدفع اللواء 25 مدرع ليتقدم من الجنوب فى اتجاه الشمال ودفع الفرقة 21 مدرعة لتتقدم من الشمال فى اتجاه الجنوب لإغلاق ثغرة الاختراق
•      اعتراض الفريق سعد الشاذلي واللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث على فكرة دفع اللواء 25 من الشرق واقترحوا أن يتم سحبه إلى الغرب على أن يوجه ضربته من الغرب إلى الشرق فى مواجهة الثغرة ولكن اقتراحهم قوبل بالرفض من قبل الرئيس السادات الذى رفض سحب اى جندي من الشرق فى اتجاه الغرب

الجمعة ( 19 ) أكتوبر 1973
•      استمرار تدفق الأسلحة والمعدات الأمريكية إلى إسرائيل بواسطة طائرات النقل الأمريكية العملاقة (على مطار العريش )
•      القوات الإسرائيلية تهاجم الدفاعات المصرية شرق وغرب القناة تحت حماية الطيران الإسرائيلي والقوات المصرية تتمسك بمواقعها وتصد هجمات العدو
•      استمرار تدفق المدرعات الإسرائيلية على غرب القناة وعبور فرقه الجنرال كلمان ماجن إلى الغرب ليصبح لإسرائيل ثلاثة فرق غرب القناة بها سبعه الويه مدرعة ولواء مشاه ميكانيكى ولواء مظلات

•      القوات المصرية تنجح فى إيقاف تقدم فرقة الجنرال/ أدان  فى اتجاه فايد بعد أن كبدتها خسائر كبيرة
•      القيادة المصرية تأمر بسحب اللواء الثالث مدرع التابع للفرقة الرابعة المدرعة إلى الغرب لرفع كفاءته بعد الخسائر التى منى بها
وسحب لواء المدفعية التابع للفرقة الرابعة من الشرق وإعادة تجميعه فى منطقة الجفرا لاستعادة كفاءته القتالية
•      وتسحب اللواء 15 مدرع من الشرق ليكون فى احتياطى الجيش الثانى غرب القناة
•      القيادة المصرية تقرر وضع الفرقة الرابعة المدرعة تحت القيادة المباشرة لها وتأمر بإعادة تجميعها فى منطقة الجفرا
•      الطيران الإسرائيلي يكثف عملياته غرب القناة بعد تدمير عدد من قواعد الدفاع الجوى المصرية والقيادة المصرية تأمر بإعادة نشر وتوزيع كتائب الدفاع الجوى المصري لسد الثغرة فى حائط الصواريخ
•      المدفعية الساحلية المصرية تصد غارة إسرائيلية على منطقة الغردقة وتقوم بتدمير زورق إسرائيلي يحمل جماعة ضفادع بشرية

•      الفريق/ سعد الشاذلي يعود إلى مقر القيادة المصرية بعد زيارته للجبهة ويقترح سحب أربع الويه  مدرعة من الشرق لمواجهة القوات الإسرائيلية غرب القناة والمشير احمد إسماعيل القائد العام يرفض ذلك
•      الرئيس السادات يصل إلى مركز القيادة الرئيسي ويستمع إلى القادة العسكريين ويقرر رفض سحب أي قوات من الشرق وان يستمر القتال بالشرق حتى آخر طلقه وآخر رجل

•      والقيادة المصرية تدفع بلواء مدرعات الحرس الجمهوري ليؤمن طريق القاهرة السويس الصحراوي
مجلس الأمن       يدعو الأطراف إلى البدء فورا عقب إيقاف القتال بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 بجميع أجزائه
.يقررمجلس الأمن أن تبدأ فورا بالتزامن مع إيقاف القتال مفاوضات بين الأطراف المعنية تحت إشراف مناسب بهدف إقامة سلام عادل ودائم فى الشرق الأوسط ( مباحثات الكيلو 101 على طريق القاهرة/ السويس )

الخميس ( 25 ) أكتوبر 1973
•      استمرار تدفق الأسلحة والمعونات الأمريكية على إسرائيل بواسطة طائرات النقل الأمريكية العملاقة التى تهبط فى مطار العريش لتشارك تلك الأسلحة فى القتال مباشرة
•      ضابط إسرائيلي يتصل بمحافظ السويس ويطالبه بتسليم المدينة وإلا سيتم تدميرها بالطيران الإسرائيلي والقاهرة تأمر المحافظ بالصمود والقتال حتى آخر طلقة وأخر رجل
•      الفرقة 19 مشاه ترسل أطقم اقتناص دبابات إلى السويس لمواجهة الهجوم الإسرائيلي الثانى المحتمل ، وهو ماحدث فى حلقة الدفاع عن السويس
•      القوات الإسرائيلية تهاجم الدفاعات المصرية على طول الجبهة شرق وغرب القناة والقوات المصرية تتصدى لها وتتمسك بمواقعها بقوة وشراسة
الموقف بعد وقف إطلاق النار 
•      فى سيناء تتواجد خمس فرق مشاه مصرية مدعمة بقوة حوالى 80 ألف مقاتل بكامل أسلحتهم يحتلون موقع دفاعية قوية فى راسى كوبرى جيشين بمواجهة 200 كيلو متر من بور فؤاد شمالا إلى عيون موسى جنوبا وبعمق 12 إلى 15 كيلو متر من شاطئ قناة السويس ولا يوجد أي تهديد لهم
وفى مواجهتهم حشدت إسرائيل عشرة لواء مدرع ومشاه ميكانيكي
•      وفى غرب القناة أعادت القوات المصرية تنظيم الفرقة الرابعة المدرعة والفرقه 21 المدرعة  والفرقة السادسة المشاة الميكانيكى وبإضافة ألوية الحرس الجمهوري واللواء المدرع الجزائري  وقوات الصاعقة والمظلات تمكنت من حصر وتثبيت القوات الإسرائيلية غرب القناة ومنعها من زيادة ثغرة اختراقها غربا أو جنوبا بعدما تمكنت قوات الجيش الثانى من منعها من الانتشار شمالا
•      وبدأت القوات المصرية فورا وفى ظل وقف إطلاق النار  فى حرب استنزاف قويه للقوات الاسرائيليه غرب القناة بهدف منع القوات الاسرائيليه من تدعيم وتحصين مواقعها غرب القناة وتكبيدها اكبر قدر من الخسائر حتى يصبح بقاء هذه القوات غرب القناة جحيما لا يطاق  مع إرغام إسرائيل على الاستمرار فى حشد احتياطها مما يشكل إرهاقا كبيرا للاقتصاد الإسرائيلي ويهدد باصابه الحياة العامة فى إسرائيل بالشلل الكامل
•      ويتواجد سبعة لواء مدرع إسرائيلي ولواء مظلات ولواء مشاه ميكانيكى غرب القناة  محصورين بين
•      قناة السويس شرقا وجبل عتاقة جنوبا والقوات المصرية جنوبا وغربا وترعة الإسماعيلية وقوات الجيش الثانى شمالا وقد تمكنت هذه القوات الإسرائيلية بعدم احترامها لوقف إطلاق النار  من قطاع طريق القاهرة السويس الصحراوي وحصار مدينة السويس ويربطها بالقوات الإسرائيلية بالشرق ثغرة بعرض سبعة كيلو مترات اضطرت إسرائيل أن تخصص لها خمسة ألوية لتأمينها وقد فشلت هذه القوات فى احتلال أيا من مدن القناة كما فشلت فى إجبار مصر على سحب قواتها من الشرق ولم يعد فى إمكان هذه القوات أن تتقدم لتحتل مزيدا من الأرض فقد وصلت إلى أقصى مدى لها طبقا لإمكانياتها العسكرية واضطرت هذه القوات إلى اتخاذ أوضاع دفاعية وقامت بحفر خندق على معظم المواجهة بعمق خمسه أمتار وعرض سبع أمتار وقامت برص 750 ألف لغم مضاد للدبابات والأفراد ...
والى الحلقة 15
(موقف الفريق الشاذلى وهو ثالث قيادة عسكرية مصرية ...)

                     بقلم / عبدالوهاب حنفى )