الأربعاء، 10 يناير 2018

الذاكرة أيام الواحات ، والقاهرة


                         الذاكرة أيام الواحات ، والقاهرة
( عبد الوهاب حنفى )                                                                                                            
سرعان ماتمر الحياة بحلوها ومرها ، وهى صفات الحيوات بشأن مايأمر به الله منذ الخليقة الى كتاب الوفاة التى يأمر بها سبحانه وتعالى ،
ونحن ، وقد آوينا من العمر ماكتبه الله علينا ( مايزيد على السبعين من العمر ) فقد نوينا أن نكتب ما يتذكره عقلنا من مذكرات فى حياتنا على أرض الواحات، التى فيها من الأسرة وأخوتى وأبناؤهم ، ومقابر الوالدين والأخوة والأخوات ، مايجعل حياتى كلها ترتبط بالواحات فى قديمها وحديثها....
   حين ولدت فى اول يناير عام 1948 ، ولما تقدم بى العمر ، وكانت لى (كاميرا ) أسجل عليها بعض الأشرطة عن حياة والدى ، سألته عن تاريخ ميلادى ، هل هو يوم واحد يناير أم يزيد أو ينقص ؟؟؟ فقال لى أنه هو يوم واحد من يناير ، لايزيد أوينقص ..!!! وكان يوم خميس يوم ميلادك  ..!!!!!
وقد كان مولدى فى البيت القديم ، فى الشارع الذى يبدء من أول دكان ابراهيم حنا ومرورا بالشرق حتى يصل الى مفارز ( بير العمدة )  وفيه تسكن عائلات عبدالقادر ( حنفى وأحمد موسى ، وسفينة الحمور ،وعمتى وأولادها عاطف وأخوته (كانوا يسكنون فى بيت شامخ مطل على عيلة العمدة ( القديم ) وكانت تسمى منطقتهم تسمى ( الحمراية ) ... وفى المنطقة الشرقية ، كانت تسكن عائلة المجادش ، وعائلة أحمد محمود وهم ممن احترفوا فى صناعات الآبار
لا أذكر من السنوات الأولى من عمرى الا الشيخ محمد المعصراوى ، مقرء الموالد الشعبية فى المناسبات ، وهو من تعلمت على يديه أسلوب النظام الذى كان يسلكه مقرء الموالد فى حفلاته ( المولد والذكر ) والشيخ محمد المعصراوى كان كلما يدعى الى مولد يقام بمدينة موط يأتى ليبيت عندنا فيما يسمى بالرواق الذى كان يفتح على الشارع من خلال فراندا  ( مدرج صورة لمدخل البيت وأمامها أخى الأكبر الدكتور عبدالمنعم حنفى من أمام مدخل المسمى بالفراندا )








وكان البيت يقام فى مساحة تسمى ب( الشحيرة ) وهى أراضى الملاصقة للبيت تماما من الشارع ...  صفراء بكاملها ...!!

الأيام الدراسية
فى المدرسة الابتدائى ( وكاتت فى المبنى الذى يشغله المعهد الازهرى حاليا ) فى ميدان الجامع الكبير فى موط ، ما أتذكره حاليا أن المعلمين كانوا من خارج الواحات ، الى أن خرجت من الابتدائى الى الاعدادى ، فيما بعد دخل الى الابتدائى الأستاذ سيدعويس وهوأول معلم محلى يدخل الابتدائى من بعدى ...
فى السنة الرابعة ، كانت أولى السنوات التى يطبق فيها نظام ( الخامسة الابتدائى ) فقد كان هناك امتحان يطبق على السنة الرابعة ليختار الأبناء الذين يجتازون السنة الرابعة ليدخلون الأولى الاعدادى ( حتى لاتترك بدون طلبة ) ويترك الباقى ليكملون السنة الخامسة ,,
وكان فى الامتحان ( معى ) أحمد رفعت ، ابن المأمور (آنذاك) وأحمد ابراهيم ، ممن نبغوا فى الرابعة ( وهو من القلمون ) ، ولا أدرى حتى الآن ممن كانوا معى فى هذا الامتحان من قبل ...!!!
وكان من الأسئلة التى وردت الينا فى الامتحان مايلى :
من الذى كان يقدم برنامج الاطفال فى الاذاعة ؟؟؟
وكانت الاجابة : بابا شارو( محمد محمود شعبان )
وكان السؤال يبدو منه ان الأسئلة قد وضعت (مركزيا ، من أسيوط ، حيث أنها كانت المديرية التى نتبعها  ) وليس لها علاقة بالبيئة ..فليس لأبناء بيئة الواحات علاقة بالجواب ، لأنه لا صلة بأبناء الواحات بالراديو.. والراديو لم يكن متوافرا سوى عند من تتوافر لديهم ( بطارية ) لتشغيل الراديو، ونحن من كان لدينا هذه الامكانية للتشغيل ( فقد كان أبى سائقا لسيارات الصحة )
وقد كان لدينا الراديو ، وراديو آخر كان فى قهوة يوسف التى كانت تشرف على  ميدان ( الشعلة حاليا ) وكان فيما بعد لدى أحمد دسوقى ( المعاون ) وبعدها لدى الأستاذ محمد حسن  والد الأستاذعبدالرؤف حاليا ...!!!
ولما كان طبيب المستشفى يمر على اللجان ، فأخذ الاجابة يمررها على كل من يحتاج اليها ...!!!
وبالتالى فقد نجح كل من باللجنة .
فقد انتقلنا من الرابعة الابتدائى الى الأولى الاعدادى ، وكانت الاعدادى فى مقر مدرسة موط الابتدائية( خلف الجامع الكبير ) وهى المدرسة القريبة من بيتنا الجديد (اذ كنا لم نكمل البيت الجديد آن ذاك )
وكنا فى أول دخولنا الاعدادية نذهب الى ( مسح الطوب ) لنقلبه أمام غربى البيت  ،وكانت ضمن مفارقات الأيام أن تدخل الزمرة التى كانت معى فى الرابعة الابتدائى أن تطبق عليها الخامسة والسادسة الابتدائى ,,, وأن يطبق على الاعدادى الغاء السنة الرابعة لتطبق عليها انهاء الدراسة الاعدادية فى الثالثة ، وقد امتحنا الشهادة الاعدادية ، الثالثة والرابعة فى وقت واحد ,,,!!!
وبالتالى فقد اختصرنا ( فى المرحلة الابتدائية ) السنة الخامسة والسادسة الابتدائى ،وفى الاعدادية السنة الرابعة ، فامتحنا للشهادة الاعدادية الثالثة مع الرابعة فى آن واحد ...!!!
وبالتالى فقد أنهينا الدراسة الاعدادية وأنا لم أبلغ من العمر الا عشر سنين فقط..!!وهو ما تأثرت به سلبا وايجابا ، كمايلى :
من الناحية السلبية :
 فكان الخريجين من الاعدادية تقدموا لمعهد ا لمعلمين بأسيوط معى فى البريد ، وكانت النتيجة ، أنهم قبلوا كلهم ، ماعدا أنا ... فقد انتظرت بالبريد الرد من المعلمين ، فاذا بعم بسيونى يقول بأن ورقك ( راجعلك ومعاه جواب ) فاذا بى أقرأ الخطاب ووجدت الرد يقول لى : ان سنك لا يوفى الحد الأدنى للقبول بالمعهد ،،، ولأول مرة أبكى أمام مكتب البريد ،، وهذه أول مرة أبكى من صغر سنى ...!!!
ومن الناحية الايجابية :
 فقد تقدمت للمدينة الجامعية لجامعة عين شمس ، ووقفنا ننتظر النتيجة ، وفى أول يوم يسبق النتيجة ، تجمهرنا أمام اللجنة بالمدينة ، وخرج علينا مدير المدينه ، يقول أحنا قبلنا من هو أصغر سنا ، وممن ينتمى ألى أبعد منطقة من القاهرة ،،، وضرب لذلك مثلا ، فقال أن هناك من تقدم للدخول ولديه ثلاثة عشر سنة وهو من الواحات ، فناديت : أنا ، أنا ....!!!  فكنت بذلك أشهر مقيم بالمدينة الجامعية ....!!!! وكان صغر سنى هو أشهر الأسئلة التى أواجهها من الطلاب من زملائى بالمدينة ..
    والى الحلقة الثانية ، سنوات الثانوى بالخارجة ،،،
                    ( عبد الوهاب حنفى )