الحلقة السادسة
مذكراتى عن حرب أكتوبر
ظهيرة يوم السادس من أكتوبر
(
عبدالوهاب حنفى )ٍٍٍٍٍٍٍٍٍ
نعود الى فترة ماقبل الحرب بيوم واحد ، وقلنا أن الجنود المسرحون على
الاحتياط قد عادوا الى وحداتهم ، وفد كان لهؤلاء الجنود وهم من السائقين الكقاءات،
وهم من خيرة شباب مصر فى آداء مهام ميكانيكا المركبات ، وقد تحركوا لتركيب كل
الكاوتشوك البالون الى كل السيارات ،وتحركت كل السيارات الى القيادات فى حينها ،
فقد تفانوا فى العمل الى أن ظلت كل المركبات ( القتال ) جاهزة للتحرك ..
نعود الى نهاية الحلقة الرابعة ، فى صباح يوم 6 أكتوبر ، بعد أن اجتمع قائد
الجيش بقيادات الفرقة 19 وقال أن الهجوم سيبدأ اليوم الساعة الثانية بعد الظهر ، وقام بتسليم أعلام
مصرالى قادة الألوية التى ستحتل أوائل النقط القوية على خط بارليف ...
عدت الى السرية لكى أتأكد من سلامة المركبات ( القتال) الى التحرك لخوض
الحرب ..
وفى الساعة الثانية عشر من منتصف النهار يوم السبت 6 أكتوبر توجهت الى غرفة
عمليات الفرقة ، وكان بها العقيد فوزى خليل ، بينما توجه المقدم كمال حمد والرائد
على رضا الى منطقة الجبهة على القنال ، والعقيد فوزى يلاحظ من خلال الخرائط كل
حدود الفرقة19 على القناة ، وما عليها من ألوية فى مواقعها والجاهزة للعبور ، وعلى
الجانب الشرقى من حدود خط بارليف لمنطقة العدو، وبرغم أن قواتنا تملأ الجانب
الغربى للقناة ، وكأن العدو قد أصابهم
الطير ..!!!
فلقد نجح المخططون لحرب أكتوبر ، فأختاروا لها أن تبدأ يوم ( عيد الغفران )
وهو يوم احتفالات ، وتتجمع فيه عساكر العدو فى مكان واحد لحضور احتفالاتهم .
فى الثانية الا الثلث ، العقيد فوزى يقول تعالوا الى خارج ملجأ العمليات
لمشاهدة أولى خطوات الحرب ..!!
وخرجنا ، ولحظة ، وكأن السماء ليس بها الا طوابير من الطائرات تهرع من
الغرب الى الشرق بأصواتها التى لا يمكن أن ننساها حتى تقوم الساعة ..!!!
ونسمع أصوات الطائرات وهى تغير على مواقع العدو ، ومن خلال عودتها نسمع
نيران المدفعية تدك الخطوط الأمامية للعدو، فهذا هو دور العفيد علاء درويش قائد
مدفعية الفرقة ، واللواء منير شاش قائد مدفعية الجيش ، وفوق هذا كله هو التخطيط
المسبق للفريق سعدالدين الشاذلى رئيس أركان القوات المسلحة المصرية ، طبقا لما جاء
فى التوجيه 41 الذى حفظناه عن ظهر قلب ...!!!
وعلى نيران المدفعية هذه ، تدخل قوات المشاة على ظهر الزوارق المطاطية لكى
تتسلق الساتر الترابى للعدو وتعبر الى الشاطىْ الشرقى للقناة ، وفى نفس الوقت ،
يدخل المهندسون العسكريون الى الساتر الترابى الشرقى ، لفتح الثغرات كى يتم تركيب
الكبارى عليها ، ومرور الدبابات ومركبات النصف مجنزرة وأيضا مرور مركبات الامداد
بالذخائر
كان من المفروض أن تقوم وحدات تركيب الكبارى بتركيب كوبريين على الثغرات
التى فتحها المهندسون العسكريون أمام محاور عبور دبابات الفرقة 19 ، وألوية الفرقة
قد تخطت العبور الى الشاطىْ الشرقى للقناة عبر الزوارق المطاطية ، وهى تتقدم فى
اتجاه الشرق ، ولابد للدبابات أن تلحق بها لكى تحميها من أى هجوم مضاد لوحدات
العدو من مدرعات ودبابات ، وهى فى انتظار الكبارى لكى تلحق بها دباباتنا ، ولكن هيهات
من الكتيبة التى تتولى تركيب كبارى الفرقة 19 ، وهى من الوحدات التى كانت متمركزة
فى الخلف ( على مشارف القاهرة ) وكانت الكتيبة ليس دراية بأن الحرب يمكن لها أن
تكون حقيقية ، وأنها مشروع من تلك المشاريع التى تمر بقواتنا المسلحة فيما مضى
..!!! ٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ
وكتيبة الكبارى تتلخص فى وجود عربات نقل لأجزاء الكوبرى تتم انزالها فى
المياه ، بالاضافة الى لانشات تنزل فوق الماء لكى تربط كل جزء من أجزاء الكوبرى
ببعضها ، والانشات موجودة ، ولكن الثغرات على الساتر الترابى للعدو لم تكن مفتوحة بشكل يسمح للكوبرى بتركيبه ..
كل هذا ، ولواءات المشاه التابعين لنا على جانب العدو تشق طريقها فى اتجاه
الشرق ، وهى معرضة لامحالة الى ضربات العدو بدباباته ، وكيف يتأتى لجنود مشاه (
على أرجلهم ) أن يقابلوا سيل من نيران الدبابات ..!!!
والى الحلقة
السابعة باذن الله
( عبدالوهاب
حنفى )