السبت، 30 أكتوبر 2010

رحلة (بالصور ) لوادى بوجروف - سيدى حنيش - مطروح- الصحراء الغربية - عدسة وتعليق عبد الوهاب حنفى




                         راعى الغنم فى الصحراء - كل احتياجاته اليومية فى ( الشيكارة ) - مطروح


( الشنة ) لباس الرأ س عند عرب مطروح



                                       ( بئر سما ) هكذا يطلق على الآبار التى تتجمع فيها مياه الأمطار فى مطروح


                                    أطلال عصارة زيتون من العصر الرومانى - صحراء وادى حنيش - مطروح


                                   شاى الزردة - من أهم لوازم الرحلة الصحراوية فىصحبة أصدقاء مطروح


                                  ما أجمل ( رز الحمر باللحم الضانى ) فى وادى بو جروف - حنيش - مطروح
      

                           حان وقت ( الهبر ) والأكل ساخن - رحلة رائعة - وسط طبيعة صحراوية ساحرة - مطروح
                                            

                                           حفار بئر السما - يشرح لى طريقة العمل ( هو صعيدى وليس بدويا )
 

                                     من أعلى وادى بوجروف على مشارف سيدى حنيش - مصب سيول الخير للماء والزراعة


                                                   زى الشباب فى مطروح - الثوب والصدرية والملف

صناعة الخوص فى الواحات - حرفة الأنامل الذهبية


 عبد الوهاب حنفى 


في الموسوعة الدولية للعلوم الاجتماعية ( 1968) ورد مفهوم الحرفة اليدوية كما يلي :
" كل أنواع الأنشطة التي تسخدم الوسائل اليدوية في الإنتاج وفي تطوير هيئة الماديات "
أما في التراث الغربي فإن مفهوم الحرفة يقصد به المقدرة والمهارة والبراعة في أداء العمل ، ومن ثم يشتمل هذا المفهوم على عنصر الفن نظرا لأن هذا العنصر يعتمد بشكل أساسي على الإحساس بالتعبير الذي يفضي إلى تحقيق الجمال ولإحساس بالبهجة والسرور .
ومن مجمل التعريفات التي وردت في كتب الباحثين في هذا المجال ، نستطيع أن نستخلص في الإجمال ما يلي :
شنط من الخوص - تنفرد بها قرية القصر -  الواحات الداخلة إ




                                                       ( عبد الوهاب حنفى )

العادة هى الفعل الثقافى الذى يلبى الحاجة النفسية والاجتماعية للانسان وتتفق عليه الجماعة  التى تعيش فى مكان له ظروف محددة ، وتتأثر العادة بمدى الاتصال الثقافى من خلال المجتمعات المجاورة او وسائل الاعلام المختلفة او نسبة التعليم والهجرة  وهو ما يؤدى الى الاختفاء التدريجى لبعض العادات وظهور عادات جديدة مع الآخذ فى الاعتبار ان العادة هى من العناصر الثقافية المتجذرة فى شخصية الجماعة والتى يحتاج تغيرها الى عدة اجيال

وفى هذه الدراسة نتناول – اولا – غرائب بعض العادات المرتبطة بالزواج فى مناطق بدو مطروح والواحات من سكان الصحراء الغربية المصرية

اولا- الواحات الداخلة
من العادات المندثرة فى عادات الزواج فى مدينة موط هى احتفالية ( زفة العجول ) وكانت تقام بعد ظهر اليوم السابق للزفاف  فى اكبر ميادين المدينة حيث يشارك الاهالى ببعض ثيرانهم ( عجولهم) مع العجول التى سيتم ذبحها فجر يوم الزفاف لوليمة الفرح ،  تتجمع العجول فى شكل دائرة  وعلى رقابها توضع شارات من القماش مختلف الالوان فيما عدا عجول الفرح فتكون شاراتها باللون الاحمر ، تتحرك العجول فى الدائرة على ايقاعات طبل بلدى اشتهرت بأسم طبلة مدبولى ( اشهر ممارس لدق هذا الطبل ) وكانت هذه الاحتفالية تستمر حتى قبل الغروب
فى منتصف الستينيات من القرن العشرين اختفت هذه الاحتفالية وحلت محلها احتفالية الحنة التى دخلت منطقة الواحات الداخلة مع وصول مهجرى السويس فى اعقاب نكسة يونية 1967 حتى انها ظلت الى وقت قريب يطلق عليها ( الحنة السويسى )
ومن اغرب العادات المرتبطة باحتفالية الزواج فى مدينة موط بالواحات الداخلة والتى تمارس حتى الآن هى ظاهرة   ( العشيان )
والعشيان (جمع عشاء) هى عبارة عن وجبتين الاولى افطار والثانية للغداء تتكفل ام العروسة بارسالهم الى ابنتها اعتبارا من يوم الصباحية وحتى ليلة السبوع ، ولكن الملفت للنظر هو كمية الحمام المحشو الذى تتضمنه وجبة الغداء حيث تضم عشر حمامات يوميا ، ويرتفع العدد الى 71 حمامة ليلة السبوع ، والاغرب من ذلك ان اهل العروسة يحظر عليهم المشاركة فى طعام عشاء السبوع !!

وفى قرية تنيدة بالواحات الداخلة تضم احتفالية الزواج ممارسة خاصة جدا هى ( القلية)
والقلية هى عبارة عن قمح وقرطم يتم تحميصهم فى الفرن البلدى وسط احتفالية ومشاركة من معظم نساء القرية ، وتقدم القلية فى اكياس للمعازيم فى ليلة الحنة وليلة الزفاف ويوم الصباحية
ثانيا- الواحات البحرية
وفى الواحات البحرية تكون عزومة الفرح على مدى يومين متتاليين فى الغداء والعشاء حتى يمكن استيعاب كل اهالى الواحة ، ويقدم الطعام على طبلية تسمى الواحدة منها حلقة يجلس اليها ثمانية معازيم ويوضع علي طبقها الرئيسى اثنين ونصف كيلو من اللحم يقوم اكبرهم سنا بتقطيع اللحم الى قطع متساوية وفى هذه الاثناء يتوقف الجميع عن الاكل الى ان ينتهى من عملية التقطيع
ايضا تتميز الواحات البحرية فى احتفالية ( الفاتحة ) وهو الاتفاق المبدئى على الخطوط العريضة للزواج  وفيه تقوم اسرة العروسةباستضافة اهل العريس على وليمة عشاءتحتوى على كافة انواع المطهيات والمشويات والمحاشى واهم ما تحتوى عليه الديوك الرومى هذا فى ليلة الفاتحة التى يحظر على العريس حضورها ، حيث تخصص الليلة التالية لعزومة العريس ومجموعة من اصدقاءه وتكون الوليمة اعلى تكلفة من سابقتها والاغرب والاحدث فى العادات المرتبطة بوليمة العريس ان العروسة تقوم بوضع جهاز تليفون محمول من الموديلات الحديثة فى كيس بلاستيك يوضع داخل الديك الرومى الذى يقدم للعريس ،، والاغرب من ذلك ان اصدقاء العريس ممن يحضرون هذه الوليمة يدفعون ( النقوط ) للعريس وليس للعروسة التى تتحمل كافة تكاليف الوليمتين ، وجهاز المحمول


 ثالثا – واحة سيوة
وتنفرد واحة سيوة بمجموعة من العادات المتميزة فى احتفالية الزواج نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
تقوم العروسة باعداد 45 ثوبا مشغولة ومطرزة بالحرير يدويا ويشتمل طاقم الثوب على آشراح وقميص وسروال  وتستخدم هذه الاطقم فى ثلاث مناسبات متتالية الاولى ليلة الزفاف والثانية يوم الصباحية والثالثة يوم ( شماتة ) بمعنى ليلة السبوع (بواقع 15 لكل مناسبة )
تنفرد واحة سيوة عن باقى المجتمعات المصرية بطبخ جلد الذبيحة مع الكبد والطحال فى وليمة الفرح فى وجبة تسمى ( طقاقيش ) كما تنفرد ايضا بان الوليمة تقام فى ساحة مفتوحة وليس فى اماكن مغلقة
ايضا هناك احتفالية تسمى تكسير الحطب فى اليوم السابق للوليمة وهو حطب الوقود الذى يستخدم فى طهى طعام الوليمة  ويشارك فى هذه العملية كل شباب القرية للمجاملة وتتم امام بيت العريس
وفى يوم ( شماتة )تتم اغرب العادات فى الزواج السيوى وهو ان يهدى العريس لحماته كمية من جمار النخيل الذى يقوم اصدقاءه باهداءه اليه , ولمن لايعرف الجمار ، هو مالم تحصل عليه الا بعد قتل النخلة تماما  فهو عبارة عن (قلب) النخلة ومما يذكر ان عدد النخل الذى يتم قتله مع كل زيجة يفوق العشرين !!
وجدير بالذكر ان سيوة تنفرد باحتفالية للعريس فى الصباحية يحضرها كل اصدقاءه فى ساحة او احدى حدائق النخيل والزيتون تقام خلالها المسبقات للكبار والاطفال وتقدم جوائز للفائزين .

رابعا – بدومنطقة مطروح

والمتميز من عادات الزواج عند بدو مطروح ( وهم جميعا ينتمون الى قبائل اولاد على ) ان الاحتفالية تبدأ بما يسمى    ( السياج ) وهو ان يأخذ اهل العريس للعروسة مستلزمات السياج وهى عبارة عن عدد من الخراف  والخضراوات والفواكه والشاى والسكر وكافة لوازم العزومة حتى سوائل تنظيف الاطباق  حيث تقام وليمة لاهل العريس يحضرها كل اقارب العروسة ، لذلك يعد السياج بمثابة الاشهار لحالة الزواج ، وبمثابة ما يطلق عليه ( الشبكة )
ومن عادات ( الصباحية ) ان العروسة التى تكون من قبيلة اخرى لايزورها اهلها فى الصباحية ، والعكس حينما تكون العروسة من اقارب العريس وهنا يقوم اهل العريس بعمل وليمة
ومن العادات ايضا ان والد العروسة يعطى لأبنته ذبيحة تأخذها الى بيت الزوجية ليلة الزفاف
( الزورة ) هى احتفالية سبوع الزواج عند البدو وفيها تقوم العروسة وبعض السيدات من اقارب العريس بزيارة اهلها للمرة الاولى  حيث تأخذ معها ذبائح وبعض مواد الاطعمة ، وفى المقابل يقوم والد العروسة بعمل عشاء لضيوفه او يقوم بارسال ذبيحة مع ابنته بعد تمام زيارتها
( طلقة عجال ) وهى الزيارة التى تقوم بها العروسة مع زوجها الى اكبر اعمامها او جدها وتأخذ معها ذبيحة ، وتحصل من مضيفها على ذبيحة ايضا
ومن العادات البدوية ان ام العروسة لاتصحب ابنتها ليلة زفافها ، وايضا تأخذ العروسة بعض الهدايا للسيدات والبنات ممن يقيمون مع العريس فى المنزل الذى يضم الاب الكبير وابناءه المتزوجين وهو مايطلق عليه ( بيت جملة ) وتكون الهدايا عبارة عن ملابس ومشغولات ذهبية  

(الدراسة القادمة عن اغرب المعتقدات فى مناطق البدو والواحات )

                                         

                              64 حمامة - الحد الأدنى لعشا العروسة ليلة السبوع - موط - الواحات الداخلة



                                   تكسير الحطب - الاحتفالية السابقة على ليلة الزفاف -واحة سيوة



                                             عشاء الأقارب والجيران ليلة الزفاف - واحة سيوة



                                الألعاب الشعبية لأصحاب العريس احتفالا بالصباحية ...!!!



                                           الشباب فى سيناء يقوم باعداد وجبة ( اللصيمة ) أشهر الأكلات
                                      


                                    معازيم سبوع العروسة على عشاء حمام .. أرزاق !! موط - الواحات الداخلة


صور العمارة الشعبية فى الواحات البحرية

نظام السقف بجريد النخل

فتحات زخرفية للتهوية 

السقيفة - نظام معمارى منتشر فى الواحات

                                                            عمارة المساجد قديما
                                                     نمط القبة المدببة  تنفرد به الواحات البحرية
                                                     الشوارع الضيقة فى حارة السيوية - الباويطى
                                                                 قبة الزاوية السنوسية - البحرية
                                                            غرفة الطابق الثانى - نادرة فى البحرية
                                                  جامع وقبة ضريح الشيخ الباويطى
                                                الطابق الواحد - نمط العمارة خاصة فى واحة الحيز
                                              بقايا القصر الرومانى - يطلق عليه الناس (قصر مسعودة )

الحياة الشعبية فى الواحات البحرية المصرية

الواحات البحرية المصرية
اولا : العمارة الشعبية

عبد الوهاب حنفى
اطلالة تاريخية

لم يرد اسم الواحات البحرية فى الوثائق التاريخية حتى عصر الدولة الوسطى حيث كانت مجرد منطقة تجمع بشرى يضم مجموعة من مهاجرى وادى النيل الى جانب مجموعة اخرى من بدو الصحراء الذين ينتمون الى بعض القبائل الليبية، فقدكان تدفق مياه الآبار والعيون الجوفية وما ترتب عليه من مناخ للمرعى والارتباع جاذبا طبيعيا لهذا التجمع القادم من الشرق و الغرب- واول ما ظهرت الواحة الشمالية كان من خلال سجلات الضرائب على النشاط التجارى الذى كان قائما بين الواحة البحرية ووادى النيل وقد اشتهر مشروب النبيذ المنتج هناك كواحد من الغرائب المصرية 0
كانت الصحراء الغربية لزمن طويل تمثل بوابة لأخطار الغزو لمصر من خلال الهجمات المستمرة لقبائل التمحو والتحنو الليبية على مدى التاريخ لمصر الفرعونية حتى القرن 18 ق م
فمنذ بداية الاسرة 26 اخذت الواحات البحرية مكانها فى التاريخ حيث شهدت الواحة العديد من المعابد مثل معبد القصر الذى استخدم عبر اجيال عديدة لمعبود ( ابن آوى ) ويوجد الآن تمثال من الالبستر لهذا الاله فى منطقة القصر التى تقع فى الجزء الجنوبى الغربى من مدينة الباويطى
وفى الدولة الوسطى بدأ _للمرة الاولى _ ظهور اسم ( الواحات الشمالية ) ومنه المسمى الحالى ( الواحات البحرية ) والبحرى فى المصرية تعنى الشمالى ، واغلب الظن _ فى اعتقادنا ان مسمى الشمالية نسبة الى موقعها من الواحات الاخرى التى تقع جنوبها ، وهى الخارجة ،الداخلة ، الفرافرة ، فلم تكن واحة سيوة آنذاك قد انضمت بعد الى الحوذة المصرية –
كانت الصحراء الغربية لزمن طويل تمثل بوابة لأخطار الغزو لمصر من خلال الهجمات المستمرة لقبائل التمحو والتحنو الليبية على مدى التاريخ لمصر الفرعونية حتى القرن 18 ق م
ويرى الدكتور احمد فخرى فى دراساته الموسعة والعديدة عن الواحات المصرية
ان والدالملك شيشنق كان من اؤلئك الليبيين الذين استقروا فى الواحة البحرية وان الملك شيشنق ذاته من مواليد الواحات البحرية ، وهو من اهم ملوك مصر الفرعونية ( الاسرة 26 ) خاصة حينما يكون الحديث عن مناطق الواحات عموما ، والبحرية بصفة خاصة
فمنذ بداية الاسرة 26 اخذت الواحات البحرية مكانها فى التاريخ حيث شهدت الواحة العديد من المعابد مثل معبد القصر الذى استخدم عبر اجيال عديدة لمعبود ( ابن آوى ) ويوجد الآن تمثال من الالبستر لهذا الاله فى منطقة القصر التى تقع فى الجزء الجنوبى ا لغربى من مدينة الباويطى ل) وقد تبع هذه الطفرة الاقتصادية الهائلة والتى امتدت الى ما بعد القرن الثالث الميلادى نهضة اخرى اجتماعية وسياسية فى الواحات ( الرومانية ) ما يدل عليه وجود
العديد من مدافن العصر الرومانى منحوتة فى الصحراء بالقرب من قرية القصر ( بالواحات البحرية ) وقرية منديشة واهمها قوس النصر فى منطقة القصر وكذلك بعض القصور الرومانية الباقية آثارها الى الان فى منطقة الحيز جنوبى الواحة البحرية ومنها القصر الذى يطلق عليه السكان الحاليين ( قصر مسعودة ) نسبة الى مسعودة ابنة الحاكم الرومانى لهذه المنطقة وهو التفسير الشعبى فى منطقة الحيز لقصة هذا القصر( انظر صورة اطلال القصر الحالية )
وفى مقابل قصر مسعودة الرومانى من الاتجاه الشمالى توجد كنيسة شاهقة الارتفاع تقوم هيئة الآثار المصرية حاليا بترميمها وهى مبنية بالطوب اللبن بالاسلوب المعمارى الرومانى الذى كان سائدا فى الوحات عموما خلال هذا العصر وهو ذات الاسلوب المتبع فى نمط العمارة التى شيدت بها صوامع الغلال فى مدينة موط بالداخلة وقرية القبوات المسيحية فى الخارجة ( ولعلها تكون خير استهلال للحديث عن العمارة التقليدية فى الواحات البحرية ) ويرجع تاريخ كنيسة الحيز هذه الى القرنين الخامس والسادس الميلادى وهو نفس التاريخ الذى تعود اليه مدينة القبوات ( البجوات ) المسيحية فى الواحات الخارجة وهو مايرجح ان الوجود المسيحى ( الجماعى ) فى مثل هذه المناطق الصحراوية النائية يعود سببه الى الاضهاد الرومانى لمسيحيى مصر آنذاك ونفيهم الى الصحراء وفى نفس الوقت استغلال طاقاتهم وخبراتهم فى النهضة الزراعية التى قادها الرومان والتى اشرنا اليها سابقا

وفى العصر الرومانى ، وهو عصر ازدهار الواحات المصرية بكل المقاييس ، شهدت الواحات البحرية _ مثلها فى ذلك مثل الواحات الاخرى _عصرا زراعيا هائلا على مدار حوالى مائتى عام ، حيث شهد هذا العصر تطورا كبيرا فى مجال اساليب وآليات حفر الابار الجوفية وكذلك تطهير العيون القديمة ( الفرعونية ) وايضا شهدت الواحات عموما ولاول مرة تعديلا جوهريا فيما يسمى بالتركيب المحصولى فى زراعات الواحات التى كانت تعتمد فيما سبق على اشجار النخيل وبعض المحاصيل البسيطة الاقرب الى الزراعات البرية منها الى الانتاج المنظم ، والتى كانت تعتمد فى ريها على العيون الجوفية التى كانت تتدفق وتتفجر بصورة طبيعية نتيجة للضغط ( الاسموزى ) لطبقات الارض ودونما اية تدخلات بشرية فى اعمال حفر او تنظيم مجارى مائية او ما شابه وقد اطلق على الواحات آنذاك انها ( سلة غلال روما ) من كثافة وغزارة انتاج المحاصيل فى واحات الصحراء الغربية المصرية ، وهنا شهدت الواحات عصرا جديدا من الثقافة الشعبية التى ابدعت نظاما جديدا لتوزيع الملكية فى مياه الآبار وتوزيع المساحات المنزرعة والتعاون الجماعى فى العمل الزراعى والعمرانى،
( بقايا قصر مسعودة الرومانى _ واحة الحيز _ الواحات البحرية )


ومن العصر البطلمى هناك معبد للاسكندر الاكبر فى درب التبانة بالواحات البحرية ، كما بدأ فى العصر بداية الاهتمام بمنطقةالحيز الواقعة بين الواحات البحرية وواحة الفرافرة والتى تقع على مسافة 50 كم جنوب الباويطى العاصمة 0
وفى العصر الاسلامى لم تشهد الواحات البحرية احداثا تذكر سوى قدوم قادة الحركة السنوسية فى اوخرالقرن التاسع عشر كحركة سياسية فى اطار دينى معلنة قدومها لتحرير مصر من الاحتلال الانجليزى ؟
وقد خلفت هذه الحملة السنوسية مجموعة من الزوايا والاملاك الزراعية فى مدينة الباويطى والتى لم يبق منها حاليا سوى جامع الزاوية السنوسية



جفرافيا الواحات البحرية
تقع الواحات البحرية فى الشمال الغربى من الصحراء الغربية وهى على مسافة 360 كم من الجيزة وجنوب شرق واحة سيوة بمسافة 320 كم وشمال واحة الفرافرة ب200كم ولا تربطهاطرق مرصوفة سوى بالجيزة والفرافرة ,وتعد الواحات البحرية اقرب الواحات المصرية الى عمران وادى النيل حيث تقع _ جغرافيا _ على مسافة 180 كم غرب محافظة المنيا
تعد زراعة اشجار النخيل هى فقط النشاط السائد فى المنطقة دون زراعات محصولية اخرى نظرا لتناقص مياه الآبار القديمة وعدم الاهتمام الاهلى بحفر آبار جديدة بالاضافة الى نزوع الشباب نحو العمل الحكومى والاستثمارى خاصة فى مجال العمل السياحى التى تشهد الواحات البحرية فيه طفرة كبيرة فى هذه المرحلة
يسكن الواحات البحرية 35 الف نسمة ( تعداد 2008 ) موزعون على مدينة الباويطى العاصمة والقصر التى اصبحت ملاصقة تماما لها وقريتى منديشة والحارة وقرية الزبو ( شرق الباويطى ) وقرى الحيز التى تقع جنوب الباويطى بمسافة 50 كم جنوب العاصمة على طريق الفرافرة ثم تأتى اخيرا ( مستعمرة ) مناجم الحديد وهى تضم خليط سكانى من وادى النيل بالاضافة الى نسبة سكانية ضئيلة من المحليين وتقع على مسافة 45 كم شرق الباويطى ( على طريق المسافر من الجيزة )


العمارة التقليدية فى الواحات البحرية
، تتفق العمارة التقليدية فى الواحات البحرية مع مثيلاتها من الواحات الاخرى فى كثيرا من العناصر فى الوقت الذى تختلف معها فى عناصر اخرى كما سنرى فى التفاصيل
والطوب اللبن وافلاق النخل وجريده وسعفه وليفه هى الخامات الاساسية لبناء المسكن التقليدى فى كل الواحات المصرية على وجه الحصر ولكن غالبا ما تأتى الفروق والاختلافات فى النمط المعمارى السائد فى كل واحة ومدى التأثر بالثقافات الوافدة على مدى تاريخ كل واحة على حدة بالاضافة الى الاختلافات الكثيرة فى عدد من الاسماء لمسميات واحدة

وسيتم تناول العمارة فى الواحات البحرية من خلال التقسيم التالى :
اولا : عمارة المسكن ( وهى عمارة البيوت بابعادها الطبقية والاجتماعية ونمط التخطيط للشوارع والحارات والسقائف )

ثانيا : عمارة العمل ( وتشمل عمارة مخازن المحاصيل الزراعية واماكن ايواء الحيوانات والحدائق والمحلات التجارية والاسواق )
ثالثا : العمارة العقائدية ( وتشمل دور العبادة والمقابر واضرحة المشايخ والقباب

اولا : العمارة السكنية
1_ الكتلة العمرانية
تشهد غالبية الواحات المصرية نمطا ثابتا فى شكل الكتلة العمرانية الكلية لكل واحة حيث تتفق فى معظمها على البناء فوق اعلى هضبة فى الواحة ويعود ذلك الى سيببين :
الاول: هوتعرض الواحة عادة الى هجمات البدو اللذين ظلوا طوال تاريخ الواحات وهم فى صراع دائم مع اهلها المستقرين ، ووجود الواحة على مرتفع جغرافى يسمح برؤية المهاجمين من مسافة بعيدة ، وهناك لاتزال باقية تلك الاسوار التى كانت تحيط بكل واحة حماية لها وتأمينا ضد هذه الغارات البدوية المعتادة –
الثانى : ان الواحة تعنى _ من حيث المعنى التضاريسى _ منخفض وسط الصحراء ، وبالتالى اقتراب سطح الارض من مستوى المياه الجوفية ، وهو مايؤدى الى تفجر العيون بسهولة طبيعية او بجهود بشرية ضعيفة ، وهو ما فرض على سكان الواحات ان تكون زراعاتهم فى هذه الوديان التى تقع اسفل الهضبة السكنية ، وذلك تجنبا لتعرض بيوتهم لهذه المياه الجوفية المتدفقة والتالى انهيارها خاصة وهى مبنية بالطوب اللبن
وربما كانت الواحات البحرية اوفر حظا عن باقى الواحات الاخرى فيما يخص السبب الاول والخاص بغارات البدو وذلك بسبب وقوعها فى اقرب نقطة جغرافية لوادى النيل وبعدها عن الحدود الغربية التى كانت على الدوام مصدرا منتظما لقلاقل البدو من قبائل الغرب الليبى
وبالتالى فان السبب الثانى متحقق تماما من حيث تجنب المياه الجوفية خشية انهيار المساكن ،
والكتلة العمرانية القديمة فى الباويطى تتركز فوق الهضبة المطلة على وادى البشمو ( اسم رومانى لمنطقة آبار وزراعات نخيل )
لذلك فان الواحات البحرية والباويطى العاصمة تخلو تقريبا من وجود آثار لاسوار قديمة محتملة مثل الواحات المصرية الاخرى ، وان كانت هناك اشكالا اخرى من الحماية والتأمين والتى تمثلت فى اقامة بوابات على مداخل التجمعات السكانية التى تضم افراد العائلات الممتدة ، وما تبقى منه حاليا فقط هو تجمع حارة السيوية ذات المدخل والمخرج الواحد والمحكومين ببوابات كانت فيما مضى تغلق من بدء المساء وحتى صبح اليوم التالى

2¬- الشوارع :
طرقات وشوارع وممرات مدينة الباويطى بالواحات البحرية القديمة ضيقة ودائرية واحيانا ما يصل اتساعها الى متر واحد الى مترين فقط
وترتفع وتنحدر ممرات الواحة تبعا للصعود والهبوط داخل الهضبة السكانية القديمة
كما توجد بعض ( السقائف ) فى حارة السيوية داخل الواحة القديمة ، وتعنى السقيفة الشارع المسقوف ( كما هو موضح بالصورة )


والمنطقة الزراعية فى الباويطى تكاد تنحصر فى المنطقة الواقعة شمال الواحة والتى يمتد طولها حتى المنطقة التى يطلق عليها حاليا ارض المطار وهى على مسافة عشر كيلو مترات من المدينة الحالية ، لذلك فاننا نلاحظ ان الامتداد العمرانى الجديد يتمدد فى اتجاهات الجنوب والشرق والغرب فقط دون الشمال الزراعى الغنى بالمياه الجوفية
لذلك فاننا نجد ان الكتلة العمرانية الحالية لمدينة الباويطى تنقسم الى قسمين متلاصقين :
القسم الاول : وهو البلدة القديمة الواقعة على هضبة حجرية شمال المعمور الحالى للواحة وتغلب عليه صورة العمارة التقليدية للواحات( الطوب اللبن ، ضيق الشوارع ، الطابق الواحد ، تلاصق البيوت مع اماكن ايواء الحيوانات ومخازن الاعلاف )
القسم الثانى : وهو الامتدادات العمرانية الطبيعية وهى التى يغلب عليها طابع التخطيط العمرانى الحديث من حيث نمط عمارة المسكن وخامات البناء واتساع الشوارع واستقامتها وهو ما ينتشر فى اتجاهات الشرق والجنوب والغرب على التوالى ، وان كنا نجد _ فى الوقت ذاته _ بعض صور ( الاحلال والتجديد ) داخل الكتلة القديمة ، بقيا م البعض من السكان بهدم بيوتهم الموروثة فى الكتلة القديمة واعادة بنائها بالنمط الحديث نظرا لارتفاع اسعار الاراضى فى مناطق العمران الجديدة ، بالاضافة الى قرب الكتلة القديمة من تجمعات الخدمات العامة للواحة ( ادارات حكومية ، اسواق ، مساجد ، مدارس --- الخ )
مضاف الى كل هذه الاسباب ان الطقس المعتاد فى منطقة الواحة القديمة هو الافضل على الاطلاق من حيث درجة الحرارة التى تقترب من الخمسين درجة فى معظم ايام الصيف ، وهو ما يدعم ويبرر على ارض الواقع اسباب اختيار السكان القدامى للواحة لهذه الهضبة لتكون مقرا مناسبا وآمنا لسكناهم –



3_ المسكن
تتسم العمارة التقليدية للمسكن فى الواحات البحرية_ بداية_ بالطابق الواحد ، ودون اسطح علوية ، ويكون مسطح المسكن مربعا اومستطيلا يتوسطه ( المشرع ) الذى يبدا من مدخل البيت وحتى قرب نهايته من الخلف ، ومنه تتوزع الغرف والمرافق الاخرى للمسكن ، والمشرع عادة مايتم تسقيف نصفه الاول ويترك النصف الثانى مكشوفا وهو الجزء الذى يقع به الفرن والمطبخ والحمام ومكان تربية الدواجن والطيور المنزلية ، ولدى السكان ميسورى الحال يوجد حوش للمنزل يسمى ( مسطاح ) وهو بمثابة حديقة منزلية تزرع به بعض انواع الخضر للاستهلاك المنزلى
وكما ذكرنا ، تقع غرف النوم كلها على جانبى المشرع فى الجزء المغطى منه –
ولجميع الغرف نوافذ وفتحات تطل على المشرع داخل المنزل
وقديما كانت الخطوة الاولى فى عملية بناء المسكن هى حفر البئر الخاصة بالبيت داخل زمام البناء ، حيث الحاجة الى الماء القريب لضرب الطوب اللبن الذى يتعاون فيه اهل الواحة مع بعضهم البعض بنظام يطلق عليه ( التبييته ) وهو نظام لايزال قائما حتى الان ، والتبييته تعنى ان يساعدنى احد الجيران او الاقارب بارسال رجل او اثنين لمشاركتى فى اعمال بناء اوانجاز عمل زراعى موسمى يحتاج الى عمالة تفوق قدراتى المحدودة ، وتعد هذه المشاركة والمعاونة دينا يجب رده فى وقته المناسب –
وفى الواحات البحرية كانت تتم عملية بناء اساس الحوائط بالحجر الرملى المتوافر فى الهضبة الموجودة شمال الواحة ، بينما تشيد الجدران بالطوب اللبن
وتتم عملية ضرب ( صناعة ) الطوب اللبن اولا بعمل العجينة الطينية المكونة من الطفلة المخلوطة بتربة ملحية واضافة قليل من تبن القمح ثم مزج هذا الخليط بالماء مع التقليب المستمر بالفأس ثم يترك حتى مرحلة الاختمار( ست ساعات تقريبا) بعدها تتم عملية الضرب بوضع الطينة فى قالب خشبى تكون مقاساته عادة 30سم للطول و 15سم للعرض و10سم ارتفاع ويضرب الطوب متراصا فى صفوف متجاورة حتى يسهل معرفة عدده
يترك الطوب لثلاثة ايام حتى يجف ثم يتم تقليب الطوب على الاجناب لاتمام الجفاف على اشعة الشمس
يقوم بالبناء احد محترفى هذه المهنة وهم كثرة فى المنطقة يعاونه البعض من الرجال غير المحترفين


وتوجد فى الباويطى الكثير من المساكن التقليدية التى شيدت بالحجر الرملى، خاصة الجدران الخارجية المحيطة بالداربينما تبنى الحوائط الداخلية بالطوب اللبن الذى يتناسب تماما مع الظروف المناخية للمنطقة وخاصة فى فصل الصيف شديد الحرارة ، ويكتفى ابناء الطبقة الدنيا والمتوسطة بتشييد الاساس فقط من الحجروالاكتفاء بالطوب اللبن فى تشييد باقى الحوائط الداخلية والخارجية للمنزل
ويستخدم الجير الابيض فى دهان الحوائط الداخلية ، ويخلط معه اكسيد الحديد الاحمر المتوفر فى المنطقة لدهان الحوائط الخارجية
وفى اقامة الاسقف تستخدم الخامات البيئية دون غيرها ، فالسقف يقام برص جريد النخل بعد سلخ اوراقه فوق اعمدة عرضية من افلاق النخيل والتى يطلق عليها محليا اسم ( مجراد ) او (اعواد ) من خشب شجر الزيتون ثم يغطى السقف بطبقة عازلة من الطين ، وهناك عدة اشكال مختلفة تعطى تكوينا جماليا للسقف من خلال اسلوب رص الجريد وربطه بطرق هندسية متعددة مما يضفى شكلا جماليا للاسقف



والمسكن التقليدى فى الواحات البحرية نادر الفتحات المطلة على الشارع وذلك حفاظا على العادات والتقاليد التى تراعى حرمة الداخل ، وغالبا ما تكون الغرفة المطلة على الشارع هى ( المنضرة ) التى تستقبل الضيوف وليست لنوم احد من اهل الدار
والمشرع فى بيت الواحات البحرية له استخدامات عديدة حيث هو المساحة الاكبر فى الداخل ، وبالتالى فانه يسمح بممارسة كافة الانشطة المنزلية ، خاصة انه ينقسم الى قسمين احدهما مكشوف للشمس والاخر مغطى يوفر مساحة من الظل – كذلك من اهم وظائف المشرع هو فتح نوافذ وفتحات الغرف على صحنه مما يضمن تهويتها واضاءتها دونما الحاجة الى نوافذ وفتحات تطل على الشارع


اما العمارة الحديثة فى الواحات البحرية فى الوقت الحالى فهى تستخدم الاسقف والاعمدة الخرسانية بديلا عن اسقف الجريد وفى الحوائط يستخدم الطوب الابيض المستورد من محاجر المنيا ، حيث تعد الواحات البحرية من المناطق القليلة التى تجيد توظيف هذا النوع من الطوب الارخص نسبيا فى الاسواق _
ولعل اهم ما يميز النمط المعمارى الجديد فى هذه المنطقة هو اقامة سلم ( طائر ) خارج المبنى للوصول الى الدور العلوى



ويتجلى العامل الطبقى فى عمارة المسكن بالواحات البحرية من خلال ما يسمى بالغرفة ، وهى حجرة منفردة فى الطابق الثانى ، لا يبنيها سوى الاغنياء من الطبقة العليا فى الواحة ، وعادة ما تكون هذه الغرفة لرب الاسرة ، ونظرا لارتفاعها عن سطح الارض والشارع فانها تتمتع بفتحات ونوافذ من كل الاتجاهات


ونظرا لعدم السماح بالنوافذ والفتحات المطلة على الشارع والحاجة الى الاضاءة والتهوية ، فقد لجأ المبدع الشعبى للتغلب على ذلك بعمل فتحات زخرفية بتشكيلات مثلثة من الطوب اللبن فى اعلى الجدار المطل على الشارع ، وبالتالى تؤدى هذه الفتحات وظيفتين الاولى نفعية ، والاخرى جمالية

اماعن النقوش الجدارية فقد اختفت تقريبا من المنطقة ، حتى ان نقوش الحج على جدران المنازل قد اندثرت وحلت محلها الرايات التى تدق فى اعلى جدار
الواجهة للبيت للدلالة على اداء احد اصحاب البيت لفريضة الحج او العمرة ، وان كنا قد وجدنا بعض نقوش الحج المتميزة على جدران الكتلة السكانية القديمة مما يدل على تواجد قديم لمثل هذه الفنون الجدارية


ثانيا : عمارة العمل
ترتبط عمارة العمل التقليدية فى معظمها لدى المجتمعات المستقرة فى الواحات بالعمل الزراعى ، ويقصد بها هنا عمارة مخازن التبن والاعلاف واماكن ايواء الحيوانات ومخازن المحاصيل واسوار الحدائق
وفى الواحات البحرية تقع هذه البنايات فى اطار الكتلة السكنية للواحة ، بعكس بعض الواحات الاخرى ( مثل الواحات الداخلة ) التى يرتبط فيها عمران العمل بمناطق الزراعة وليس الكتلة السكنية ، لذلك فاننا نجد تجاورا ملحوظا لهذه البنايات فى الاطار العام للمساكن
وبصفة عامة تشيد عمارة العمل الزراعى فى الواحات البحرية بخامة شبه حجرية تسمى محليا ( الجورجيف ) ويتم الحصول عليه من المساحات الملحية المتوفرة بكثرة على اطراف مناطق النخيل ، وهو عبارة عن طبقة ملحية تتكون نتيجة اختلاط مياه الصرف الزراعى بالتربة الملحية المعرضة لاشعة الشمس القوية حتى الجفاف التام فى مدة تصل الى ثلاث سنوات متتالية ، وبالتالى تكتسب صلابة حجرية ، ومنها يقوم السكان بعملية (قلع )هذه الكتل الصخرية والتى يقوم محترف البناء بتسويتها وبناء الجدران مستخدما مادة طينية لاصقة ،
وعادة لاتزيد ارتفاعات جدران عمارة العمل هنا لاكثر من مترين ونصف المتر كما ان الاسقف تكون من جريد النخل غير منزوع الورق ومحمل على مجاريد من افلاق النخيل هذاالشكل من البناء ينطبق على اماكن ايواء الحيوانات والتى يطلق عليها هنا ( اسطبل ) وكذلك على مخزن التبن الذى يسمى ( شونيا )
كذلك يوجد مخزن للبلح ضمن اطار البيوت يسمى ( دار ) اما ( المسطاح ) وهو الحديقة المنزلية فيكون سورها عادة من الحجر الجيرى او الطوب اللبن وهو ضمن السور الخارجى للمنزل ككل
وغالبا ما تعلو اسوار اماكن ايواء الحيوانات ( الاسطبلات ) سياجات من اطراف جريد النخيل وقد تم غرسها فى اعلى جدران السور وذلك لحجب الرؤية



وهناك العديد من محلات معاصر الزيتون اليدوية بالواحات البحرية ، وهى عبارة عن حجرة مقامة داخل كردون المسكن ولكنها تستقل بباب خارجى على الشارع ، وعادة ما تنقسم الى قسمين ، الاول لمعدات العصر ، والجزء الداخلى لتخزين الزيت المنتج والزيتون الخام الجاهز للعصر ، ولاتزيد المساحة الاجمالية للمكان عن 3× 3 م وعادة ما تشيد بالطوب الابيض وتسقف بالعروق الخشبية وجريد النخل



ثالثا : العمارة العقائدية
وهى تلك التى تضم عمارة دور العبادة واضرحة المشايخ والمقابر والاسبلة وغيرها
عمارة جامع وقبة الشيخ الباويطى :
وحينما نتحدث عن عمارة دور العبادة نتذكر على الفور ذلك الشيخ احمد بن يوسف الباويطى وهو القطب الدينى المسماه باسمه مدينة الباويطى وهو الشيخ الذى تتلمذ على الامام ابو حنيفة النعمان بالعراق ،
وقد مر من ارض الواحات قادما من المغرب متجها الى الاراضى الحجازية لآداء فريضة الحج وفى طريق عودته قرر البقاء فى الواحات البحرية مفضلا العيش مع اهلها يفيض عليهم من علمه الاسلامى ، حتى توفاه الله ، فدفن فى ارضها وبنى له مسجدا ومقاما وصار مزارا واسما للمدينة منذ قرابة ثمانمائةعام ( هكذا تروى لنا الذاكرة الشعبية لابناء المنطقة قصة هذا الشيخ )


وبجوار جامع الباويطى نجد القبة التى تضم ضريح الشيخ ، وقد تم تجديد الجامع لاكثر من مرة الا ان القبة على حالها القديم لم يطلها التجديد ولكن فقط الترميم

وبلغة العمارة التقليدية فاننا نجد ان الجامع قد تمت اعادة بناءه بخامات وطرز حديثة بينما بقيت القبة التى تغطى الضريح شاهدة علىطراز متميز لقباب المشايخ فى منطقة الواحات البحرية تحديدا
ويميل تدرج القبة الى اعلى للشكل المدبب ، بالقياس الى القباب فى المناطق الاخرى والتى تأخذ الشكل الكروى عادة
كما ان الصفوف الدائرية الخمسة للفتحات فى جسم القبة هى من السمات المميزة لعمارة القباب فى منطقة الواحات البحرية، وتكون الفتحة الواحدة بمساحة نصف
طوبة من الطوب اللبن





عمارة جامع الزاوية السنوسية :
فى وسط مدينة الباويطى وفى اكبر ميادينها يقع جامع الزاوية السنوسية ، والزوايا فى لغة السنوسية تعنى جوامع للصلاة ، وقد بنى هذا الجامع منذ حوالى 120 عاما عند قدوم الحملة السنوسية الى الواحات فى اواخر القرن 19
ولا يزال جامع السنوسية الاول على حالته الاصلية كواحد من الآثار الدينية فى الواحة ، وهو مشيد بالطوب اللبن وله مئذنة متميزة الشكل على طراز المآذن القديمة فى منطقة المغرب العربى ، وبرج المئذنة يبدأ من الارض مجاورا لجدار الجامع وليس من داخله كعادة المآذن فى انماط عمارة المساجد الاخرى






المقابر
ورغم انتشار ظاهرة قباب اضرحة المشايخ فى منطقة الواحات البحرية ، الا ان المقابر التقليدية لم تأخذ حظها فى فنون العمارة كما هو الحال فى الواحات الاخرى ، فنجد ان اسلوب دفن الموتى هنا يقتصر على الحفرة الطولية والتى تغطى بخمسة الواح من الحجر الابيض ( يطلق عليها اسم صفايح ) وتغطى بالتراب وفوقه بعض الاحجار من مخلفات الحفر



وهذا النمط فى عمارة المقابر يماثل الى حد بعيد نمط المقابر فى المجتمعات البدوية ويختلف تماما عن مثيله فى باقى الواحات الاخرى

( عبد الوهاب حنفى )