الثلاثاء، 16 يناير 2018

الحلقة الثانية / الذاكرة أيام الواحات ، والقاهرة


الحلقة الثانية

                                   الذاكرة أيام الواحات ، والقاهرة
( عبد الوهاب حنفى ) 


الثانوى بالخارجة

  كانت - على أيامنا - ثانوية طلاب الداخلة  فى مدينة الخارجة ، وكان السفر لمدينة الخارجة فى يومين للأسبوع فى لوارى النشوانى ، وكانت هذه اللوارى تحمل على ظهورها الحيوانات التى تصدرها الداخلة للخارجة ، وعليها المسافرين من الطلبة وأي مسافرين الى وادى النيل عبر قطار الخارجة الى مصر .
وكانت رحلة اللوارى تبدأ فى حدود الثالثة من بعد ظهر اليوم من أمام بيت النشوانى وتصل الى الخارجة فى ظهيرة اليوم الثانى الى (المحطة ) بالخارجة وهى كانت محطة للركاب من الداخلة فقط ولكنها كانت محطة للقطار ، وهذه الرحلات عبر اللوارى من الداخلة ، يمكن أن يكتب عنها كتبا كثيرة ، ولا مجال لذكرها الآن ...وكانت المحطة مبيتا للقادمين من الداخلة ، أو المسافرين اليها ، فهى كانت قبلتنا حين توجهنا للخارجة والاقامة فيها ...!!!
وكان أخى عبدالمنعم حنفى يسبقنى بسنتين فى الدراسة ، فهو ممن سبقونى للعيش بهذه المحطة من قبل .
والمحطة كانت تتكون من مجموعة من الحجرات فى الدور الأرضى ومنها على دورين ، وكان الطلاب يعيشون فى الأدوار العلوية . وكانت المحطة تشغل المساحة التى بنى عليها ( النادى الاجتماعى ) فيما بعد ...
فى أواسط العام الدراسى نما الى علمنا أن المحطة سوف تزال وتحديث المنطقة ..!!!  فما كان منا الا أن نفكر فى العزال منها الى ( مدرسة بحر ) وهى كانت مدرسة خاصة فيما قبل ، ولما تكاثرت المدارس الحكومية أغلقت مدرسة بحر ، وهى كانت فى وسط مدينة الخارجة ، وكانت الاقامة بها فى باقى أيام السنة الدراسية ..
ولما كانت هذه السنة هى الأخيرة لسنوات شقيقى عبدالمنعم فى الثانوية العامة ، ونجح فيها ثم تركنى وغادر للقاهرة للألتحاق بالجامعة .
فى العام الثانى ، وكنت فى السنة الثانية بالثانوى ، وكانت التربية والتعبايم لخارجة بأننا قد عانينا  نحن وبعض الزملاء من باريس وبولاق من حيث السكن ، الا أنهم قاموا بفتح بعض الحجرات فى المبنى الادارى التابع لهم فى الشارع الذى يصل الى المحافطة ( الى جوارها المدرسة الثانوية )
 فى السنة الثانية الثانوى كانت هناك نقطة خلاف فى دخول العلمى أو الأدبى
فأنا لم تكن درجاتى فى الرياضيات  تشجعنى للدخول للعلمى ، وكان دخولى للأدبى هو الأكثر ملائمة .. ولكن دخولى للأدبى كان أكثر سخطا فى رأى أخى عبدالمنعم ...و كان قد دخل الأدبى العام قبل الماضى ودخل كلية آداب القاهرة – شعبة الجغرافيا ، و رأيه أن يدخل أخيه للقسم العلمى ، ولكن للأستاذ حسين عبد الدايم مدرس اللغة العربية ( وهو صعيدى ) كان من رأيه دخولى القسم الأدبى ....وكان أن دخلت القسم الأدبى ،،،،
فى السنة الثالثة تغير موقف السكن بالنسبة لى ، فالداخلية التى افتتحتها التربية والتعليم العام الماضى قد ألغيت ، وكان علينا أن نتصرف فى سكنى جديدة ...
أخى الأكبر عبد الله حنفى ( منذ سنوات ) فى مصاهرة أسرة عبد العال ، وهو من سلك سلاح الحدود والذى كان يسكن فى القشلاق القبلى( وكان القشلاق القبلى يجاور المدرسة الثانوية ) ولما عرض عليه اقامتى معه ، رحب كثيرا بهذا ، وقضيت السنة الثالثة أدبى لديهم ...
وقضيت الثالثة ثانوى بمجموع يناهز 54% ...!!!
وحينما سحبنا كراسات الشروط للأقسام وجدت أن مجموعى يؤهلنى للدخول كلية الاداب ، وكلية ( العلوم ) وهى فى الأساس ( دار العلوم ) والحقوق ....
وتدخل أخى عبدالمنعم وقلت له غلى الكليات التابعة لى ، وقلت له على كلية العلوم وقال لى أن كلية الغلوم تخرج علماء ، ولكن كلية دار العلوم تخرج مدرسين ..!!
وأنا لاأرغب فى أن أتخرج مدرسا .. وقلت وقال عبد المنعم : اليك بمكتب التنسيق  ، وأن تكتب فى أولى رغباتك كلية ألأداب ، وما كانت الا أن قبلت فى كلية آداب عين شمس ...!!!
وتلك هى مرحلة الدراسة الجامعية ، ولنا فيه الشأن الآخر من الحياة الجامعية ...!!!
وهى مرحلة أحرى تستحق الدراسة لنا ما فيها وللقارئين مفادة أخرى ...!!

      والى حلقة قادمة أن شاء الله ، لو كان للعمر بقية ...
                     ( عبدالوهاب حنفى )

فى الثانية عشر فى ظهر يوم الثلاثاء 16- 1-1918