الحلقة الثانية
الذاكرة أيام الواحات ، والقاهرة
( عبد الوهاب حنفى )
الثانوى بالخارجة
كانت - على أيامنا - ثانوية
طلاب الداخلة فى مدينة الخارجة ، وكان
السفر لمدينة الخارجة فى يومين للأسبوع فى لوارى النشوانى ، وكانت هذه اللوارى
تحمل على ظهورها الحيوانات التى تصدرها الداخلة للخارجة ، وعليها المسافرين من
الطلبة وأي مسافرين الى وادى النيل عبر قطار الخارجة الى مصر .
وكانت رحلة اللوارى تبدأ فى حدود الثالثة من بعد ظهر اليوم من أمام
بيت النشوانى وتصل الى الخارجة فى ظهيرة اليوم الثانى الى (المحطة ) بالخارجة وهى
كانت محطة للركاب من الداخلة فقط ولكنها كانت محطة للقطار ، وهذه الرحلات عبر
اللوارى من الداخلة ، يمكن أن يكتب عنها كتبا كثيرة ، ولا مجال لذكرها الآن
...وكانت المحطة مبيتا للقادمين من الداخلة ، أو المسافرين اليها ، فهى كانت
قبلتنا حين توجهنا للخارجة والاقامة فيها ...!!!
وكان أخى عبدالمنعم حنفى يسبقنى بسنتين فى الدراسة ، فهو ممن سبقونى
للعيش بهذه المحطة من قبل .
والمحطة كانت تتكون من مجموعة من الحجرات فى الدور الأرضى ومنها على
دورين ، وكان الطلاب يعيشون فى الأدوار العلوية . وكانت المحطة تشغل المساحة التى
بنى عليها ( النادى الاجتماعى ) فيما بعد ...
فى أواسط العام الدراسى نما الى علمنا أن المحطة سوف تزال وتحديث
المنطقة ..!!! فما كان منا الا أن نفكر فى
العزال منها الى ( مدرسة بحر ) وهى كانت مدرسة خاصة فيما قبل ، ولما تكاثرت
المدارس الحكومية أغلقت مدرسة بحر ، وهى كانت فى وسط مدينة الخارجة ، وكانت
الاقامة بها فى باقى أيام السنة الدراسية ..
ولما كانت هذه السنة هى الأخيرة لسنوات شقيقى عبدالمنعم فى الثانوية
العامة ، ونجح فيها ثم تركنى وغادر للقاهرة للألتحاق بالجامعة .
فى العام الثانى ، وكنت فى السنة الثانية بالثانوى ، وكانت التربية
والتعبايم لخارجة بأننا قد عانينا نحن
وبعض الزملاء من باريس وبولاق من حيث السكن ، الا أنهم قاموا بفتح بعض الحجرات فى المبنى
الادارى التابع لهم فى الشارع الذى يصل الى المحافطة ( الى جوارها المدرسة الثانوية
)
فى السنة الثانية الثانوى
كانت هناك نقطة خلاف فى دخول العلمى أو الأدبى
فأنا لم تكن درجاتى فى الرياضيات
تشجعنى للدخول للعلمى ، وكان دخولى للأدبى هو الأكثر ملائمة .. ولكن دخولى
للأدبى كان أكثر سخطا فى رأى أخى عبدالمنعم ...و كان قد دخل الأدبى العام قبل
الماضى ودخل كلية آداب القاهرة – شعبة الجغرافيا ، و رأيه أن يدخل أخيه للقسم
العلمى ، ولكن للأستاذ حسين عبد الدايم مدرس اللغة العربية ( وهو صعيدى ) كان من
رأيه دخولى القسم الأدبى ....وكان أن دخلت القسم الأدبى ،،،،
فى السنة الثالثة تغير موقف السكن بالنسبة لى ، فالداخلية التى
افتتحتها التربية والتعليم العام الماضى قد ألغيت ، وكان علينا أن نتصرف فى سكنى
جديدة ...
أخى الأكبر عبد الله حنفى ( منذ سنوات ) فى مصاهرة أسرة عبد العال ،
وهو من سلك سلاح الحدود والذى كان يسكن فى القشلاق القبلى( وكان القشلاق القبلى
يجاور المدرسة الثانوية ) ولما عرض عليه اقامتى معه ، رحب كثيرا بهذا ، وقضيت
السنة الثالثة أدبى لديهم ...
وقضيت الثالثة ثانوى بمجموع يناهز 54% ...!!!
وحينما سحبنا كراسات الشروط للأقسام وجدت أن مجموعى يؤهلنى للدخول
كلية الاداب ، وكلية ( العلوم ) وهى فى الأساس ( دار العلوم ) والحقوق ....
وتدخل أخى عبدالمنعم وقلت له غلى الكليات التابعة لى ، وقلت له على
كلية العلوم وقال لى أن كلية الغلوم تخرج علماء ، ولكن كلية دار العلوم تخرج
مدرسين ..!!
وأنا لاأرغب فى أن أتخرج مدرسا .. وقلت وقال عبد المنعم : اليك بمكتب
التنسيق ، وأن تكتب فى أولى رغباتك كلية
ألأداب ، وما كانت الا أن قبلت فى كلية آداب عين شمس ...!!!
وتلك هى مرحلة الدراسة الجامعية ، ولنا فيه الشأن الآخر من الحياة
الجامعية ...!!!
وهى مرحلة أحرى تستحق الدراسة لنا ما فيها وللقارئين مفادة أخرى ...!!
والى حلقة قادمة أن شاء الله ، لو كان
للعمر بقية ...
(
عبدالوهاب حنفى )
فى الثانية عشر فى ظهر يوم الثلاثاء 16- 1-1918