الاثنين، 12 يونيو 2017

الجلقة التاسعة / هل العدو يدمر نقاطه القوية ..!!! ( عبدالوهاب حنفى )




الحلقة التاسعة / مذكراتى عن حرب أكتوبر
هل العدو يدمر نقاطه القوية ..!!؟؟؟
( عبدالوهاب حنفى )

ومرورا بالحلقة الثامنة ، وكيف أن العدو يضرب علينا بنيرات المدفعية ( 100مللى ) ولا تتأثرالنقاط القوية بنيرانه ، بل انها تؤثر فينا نحن ( الذين نتفرج عليها ) وفى كل لحظة تبادرنا أشكال جثث العدو وهى منغرسة تحت الأرض وأرجلهم فوق سطح الأرض ، بين ركام المعركة التى دارت بين قوات الاستطلاع والمهندسين العسكريين ، وهم يفكون شفرة مداخل نقاط العدو القوية بفتح الثغرات والحشود المدججة ضد من يتولى القيام بمهاجمة النقاط واحتلالها ، وتلك هى القوة التى أطاح بها الفريق سعدالدين الشاذلى ( فى توجيهه رقم 41 ) وتدربت عليها قوات الاستطلاع والمهندسين فيما قبل ...!!!
من جانبى أنا ، فقد وقعت فى حيرة ، ماذا يريد العدو من هجومه على النقاط القوية وقت أن تفرجنا على انهزام نقاطه القوية ووقوعها فى أيديدنا ( بصورة دائمة أومؤقتة ) ...؟؟
اما أن يكون العدو قد ضرب النقاط القوية خوفا من استخدامنا لها ، وبالتالى يمكن توظيفها للهجوم على العدو مرة أخرى ...
واما أن يكون أن هجوم العدو على النقاط القوية مرة أخرى ، أملا فى الهجوم عليها مرة واحتلالها للهجوم علينا مرة أخرى ، خاصة وأن النقاط القوية بها من المعدات والدبابات ما يمكنه أن يهجم علينا فى صورة لا تنفع معها صد الهجوم من ناحيتنا ..!!! خاصة والرسوم التى نقلت الينا من الصورة الماثلة أمامنا لتشكيل النقاط القوية ، وهو الشكل الذى أوردناه فى هذا المقال ، وعسى قرائته ...!!
والفرض الثانى هو الأرجح،، وهوما كان مخططا له فى التوجيه رقم 41 ( الفريق الشاذلى ) وهو ماحرص المهندسون العسكريون وأفراد الاستطلاع على تنفيذه من استخدام طريقة فك الحواجز للاستيلاء على مشارف النقاط القوية .
وفى آن ذاك قد راودنى تفكير بأن البقاء على نقطة قوية على الأقل لتكون فى مجال رؤية أعين المصريين – كمتاحف - بعد انتهاء هذه الحرب الشرسة ... !!!
لكن بعد أن تخطينا جزء كبيرا من الحرب ، وقبل أن نتخطى ذلك الى أن حلت مباحثات الكيلو 101 ، فوجئنا بسيل عارم المدفعية الثقيلة ، من جبل ( المر ) تحاول أن تجبرنا على الانسحاب لمدة أربعة أيام ، ليلا ونهارا ، من اتجاه معبر القناة من الشرق ( فى اتجاه قناة السويس ) وحتى محطاتنا داخل سيناء ،،،
فى هذه الأيام ، كان الضربات توجه الينا ، وكنا – كما قلت فيما سبق – نرابض فى الكيلو 13 شرق القناة ، وكنا بمركز القيادة الخلفى للفرقة ، على مشارف جبل يحتل مشارف الأمام فى اتجاه العدو ، وعلى مشارف الشرق فى اتجاه القناة ، وكان الجبل الذى أحتللناه فى أوسطه بؤرة تعسكر فيها بعض العربات وتحمل عليها ذخيرة من كافة الأنواع ، ومع هذه الضربات المعادية ، هرعت معظم العربات الى الهروب ، وتركت عربة واحدة فقط ..!!
حاول السائق أن يهرب ولكن السيارة لم تسعفه فى الهرب ، ونحن نراقبه من فوق الجبل ، الى أن طالته نيران المدفعية المضادة ، وأخذت النيران تشتعل فى السيارة وبما تحتويه – وكان ذلك فى الساعة الثانية عشرظهرا ...!!! أخذت النيران تشتعل حتى الرابعة والنصف ،،، ونحن نبحث عن السائق أين هو ،،!!!
بعد الرابعة والنصف – قبيل المغرب – هدأت نيران السيارة بما عليها من نيران الذخيرة ، وقد كانت موجهة الينا فوق سطح الجبل ، ولكنها لم تصب أى فرد منا ، وكان كل همنا انقاذ حياة السائق لو كان فى عمره بقية ..!!
كان من بين زملائى فى السرية الكثير ممن أنهالوا على السيارة ليتحققوا من أن السائق كان يعيش ، أو أنه كان فى زمرة الشهداء . ونزلوا الى السيارة وهم ينادون على السائق ، وكانت المفاجأة ، أن السائق كان يرقد أسفل السيارة ، وخرج اليهم ، وكان فى أيديهم زجاجات مياه ، أخذوا يناولونه زجاجات المياه ، فقال لهم السائق أنه صائم .. !!!
لم يتبقى على المغرب الا نصف ساعة ، وهو صائم ..!!!
وما كان من زملائى الا محاولة اقناعه بالافطار ، ولكنه رفض ، وقال انه صبر على النيران تشتعل فوق رأسه قرابة الأربع ساعات ، وما كان باقيا على المغرب سوى نصف ساعة ، فما أحوجه الى صيام هذه النصف ساعة ، استكمالا لصيام اليوم كاملا ...!!!
وكان من الفتاوى الشرعية التى خرجت – هذه الأيام – فى افطار الجنود فى أيام المعركة حلال .
وكان من بعض الزملاء الذين شاهدوا هذه القضية ، الا أن صاموا بقية شهر رمضان كاملا ...!!!
والى الحلقة العاشرة / اصابتى فى يوم 13 أكتوبر
( عبدالوهاب حنفى )