الواحات الداخلة..
التاريخ الثقافي والمأثورات الشعبيةالمصدر:
محمد فرج - دار
الإعلام العربية
التاريخ: 03 مايو
2013 طباعة
Email
فيسبوك
تويترلينكدينPin
Interest
جوجل
+Whats Appيكشف كتاب "الواحات الداخلة.. دراسة في التاريخ الثقافي
والمأثورات الشعبية"، لمؤلفه عبدالوهاب حنفي، الفروقات الجوهرية بين سكان الواحات
والبدو، إذ دائماً يخلط بينهما في مصر، على اعتبار كونهما يعيشان في الصحراء، مشيراً
إلى أن الفارق بين الطرفين ليس زمنياً. لكنه في تباين الثقافات وتمايزها.
يمثل الكتاب دراسة
حول تاريخ الواحات، خاصة وأنه لم تلقَ الواحات من الدراسات العلمية ما تستحقه، سواء
من الناحية التاريخية أو من جانبي الأرض والبشر، حتى حين اتجهت الحكومة المصرية إلى
أرضها "في الواحات الجنوبية الثلاث"، لفتح ملف التنمية من هناك، فإنها لم
تنجز الدراسات اللازمة، واكتفت بالتعامل معها جغرافياً فقط، من دون دراسة التاريخ الثقافي
للمنطقة، ومن ثم فإن تلك الدراسة تحاول تدارك التجاهل الرسمي لدراسة تاريخ الواحات.
ومن ثم، وقعت الدراسة
في قسمين رئيسيين، الأول: يتعلّق مباشرة بالناحية التاريخية للصحراء الغربية منذ العصر
المطير: "هو فترة مديدة من التساقط الغزير للأمطار واستمرت عدة آلاف من السنين".
ومن ثم مرحلة الجفاف التي ولدت على إثرها تلك الواحات المتناثرة، ثم شهدت تلك الواحات
عصوراً متنوعة أخرى. أبرزها العصر المطير الثاني، ثم العصور الفرعونية والرومانية والمسيحية
والإسلامية.
وأفرد حنفي جزءاً
كاملاً من الفصل الأول، لكتابه، تحدّث خلالها عن تاريخ مملكة الواحات، خاصة أن تلك
الفترة ظلت غائبة عن الدراسات البحثية طيلة السنوات الماضية، ثم أفرد فصلاً آخر عن
التغير الثقافي في منطقة الواحات الداخلة قديمها وحديثها.
وفي الباب الثاني
من كتابه، يتناول حنفي دراسة أثنوجرافية (والانثوجرافية هي الدراسة الوصفية لأسلوب
الحياة ومجموعة التقاليد، والعادات والقيم والأدوات والفنون، والمأثورات الشعبية لدى
جماعة معينة، أو مجتمع معين، خلال فترة زمنية محددة). وهذه الدراسة تتناول بعض العادات
والتقاليد والمعتقدات في إطار يجمع بين التراث والمأثور، منها في منطقة الواحات، ومنها
على سبيل المثال، عادات الزواج وعادات الطعام والشراب والملبس وغيرها.
ويبين المؤلف أنه
يطلق أهل الواحات على ما يتناوله العريس والعروسة، ليلة الزفاف من طعام، مصطلح
"العشيان". وهو طعام ترسله والدة العروسة لابنتها يوميًا، لمدة سبعة أيام.
وهي الأيام الأولى من الزواج، وفي اليوم السادس تطهو والدة العروسة 60 زوج حمام، ذلك
في مطبخ عائلة العريس.
ومن المعتقدات
الشعبية في الواحات، إيمان أهلها بالمشايخ وبركاتهم، إذ تنتشر الأضرحة التي يلتف حولها
عدد من المريدين، والذين يؤمنون بصفة عامة بالشيخ حتى بعد وفاته وبمعجزاته وبركاته
التي تتداولها العامة على مستوى واسع هناك.
ويتناول الكتاب
كذلك، العمارة التقليدية في مراحل تطورها، ويسلط المبحث الأخير في الدراسة، الضوء على
مجموعة من أشكال الأدب الشعبي في سياقه المنوع، من خلال عدد من الأغاني المرتبطة بأحداث
محددة، مثل أغنيات الزفاف، وبعض الأغنيات الأخرى المتعلقة بالمواد وجلسات الذكر المنتشرة
في قرى الواحات.
يستعرض حنفي أيضا،
جملة من الموروثات الأدبية والأشعار والأناشيد الدينية لدى الأهالي، فضلا عن أناشيد
متعلقة بالحب والجرح والغرام والصداقة، ومن تلك الأشعار:
"جار الهنا كان
هنا.. جار الهنا راح فين؟
نجار وراسم على
صدر الجميل دولابين
دولاب للصبر ودولاب
لدمع العين
زعق البابور على
السفر عيطت رايحين فين؟
رايحين تغيبوا
سنة ولا تغيبوا اثنين؟
يا من يجيب لي
حبيبي وياخد من عيوني عين".
المؤلف في سطور
الدكتور .عبدالوهاب
حنفي. باحث متخصص في عناصر المأثورات الشعبية في مناطق الواحات المصرية ومناطق بدو
مصر. عمل مديراً لقسم الفنون الشعبية في هيئة قصور الثقافة في القاهرة. لديه مؤلفات
عديدة.
الكتاب: الواحات
الداخلة.. دراسة في التاريخ الثقافي والمأثورات الشعبية
تأليف: عبدالوهاب
حنفي
الناشر: الهيئة
المصرية العامة للكتاب- القاهرة 2013
الصفحات: 344 صفحة
القطع: المتوسط