الاثنين، 19 يونيو 2017

الحلقة العاشرة / مذكراتى حول حرب أكتوبر .... عبدالوهاب حنفى


الحلقة العاشرة / مذكراتى حول حرب أكتوبر
يوم اصابتى فى الرأس..!!!
( عبدالوهاب حنفى )


منذ يوم 8 أكتوبر وطلقات المدفعية 100ملم تداهمنا من قبل العدو ، ومصحوبة ببعض الضربات الجوية على نقاط العدو القوية من هجمات القوات المصرية لتدميرها ،، منذ هذا اليوم وحتى تاريخ اليوم ( 13 أكتوبر)
قبل هذا بيوم واحد اتفقت مع الرائد مهنس محمود رجب فى فرع مركبات الفرقة لأن آخذ معى السيارة ( اللورى ) لتستبدل بها كاوتشوك بالون ، وهى المكلفة بسيارة مكتب لرئيس الأركان (ميدانيا ) ليشرف بها على اتخاذ اجراءات الرد على هجمات العدو البرية والجوية ،،،
توجهت الى فرع المركبات فى الخلف ( قريبة من شريط النقاط القوية للعدو ) بسيارتى ، وعربة مكتب رئيس الأركان وتقابلت مع الرائد محمود رجب ، فأرسل سيارة المكتب الى المختصين ، ووقفنا أنا وهو نشاهد مايحدث لكتائب مدفعيتنا وهى تجابه مدفعيات العدو والحرب دائرة بين الاثنين ..!!
وكان معركة المدفعية تدور أمامنا ( فى الاتجاه 200متر ) وكلما اخذت تشتعل تحول مدفعيات الى الخلف قليلا فقليلا ( فى اتجاهنا نحن ) حتى وصلت الينا ، وسقطت دانة قريبة منا ( مابين الخمسة أمتار) وقال لى الرائد محمود رجب : استخبى فى حفرة برميلية ، وبسرعة توجهت الى أقرب حفرة الى جانبى ، ووجتها فى صورة حفرة لاتستغرق أكثر من نصف قامتى ،،!!! ومكثت فيها ونصف قامتى الاعلى فوق مستوى الحفرة ،، ووقتها ، لم أنس أنى ما أحضرت معى الخوزة ، وقد تركتها بجوارى على السيارة الجيب ، وكانت تسبب لى فى صداع غير عادى ، ،
وفى مسافة لا تزيد على ثلاثة أمتار انفجرت دانة مدفعية فى حفرة مجاورة ،،!!
وفجأة ، شعرت بأن هناك ( حائط ) تهدم على رأسى ، وأخرجت حينذاك مصحفا كان موضوع فى جيب السترة ووضعته على يدى وقرأت القرآن وتشهدت ،، !!!
حيث شاهدت يدى مملوءة بالدماء وهى نازلة من رأسى ، وحينذاك تذكرت أن الشهداء يمكن ينذفوا فى صورة شبه دائمة ، وحتى تنتهى المعركة ، تكون الشهادة ..!!
وفورا كشفت أن ( عاشور ) من الأسكندرية من سريتى داخل حفرة بالقرب منى ،، ورفعت له يدى الغارقة بالدماء ، وسرعان ماتواصل معى وجاء لدى فى الحفرة ، وشق سترته وقام بخلع الغيار الداخلى من جسمه وسد به فوق رأسى التى تفرغ منها الدماء على جسمى ويداى ، وشدنى فوق الحفرة ، وأخذ يجرى بى الى عربة كانت تسير فى عجلة سريعة للهرب من ضرب النار ،، واذا بها ، كان يقودها العقيد علاء ياور رئيس الشؤن الادارية بالفرقة ، وقال له عاشور : الظابط عبدالوهاب مصاب ، قال له : اركب بسرعة ،،
ووصلنا الى ك 2 طب ، وهى فى خيمة تحت الأرض ، ونزل بى عاشور الى السرير ، وأتى الطبيب بسرعة ، وأخذ ينظف الجرح الكائن بأسفل عنقى من الخلف ، وقال أننى سوف أخرج الشظية اللاصقة فى الرأس ، فقلت له : مافيش بنج كلى ،،؟؟ فقال لى : ولا حتحس بحاجة ،،، وأخرجها لى ولف رأسى بالشاش والأشرطة ، وأعطانى الشظية لكى أحتفظ بها ،،،!!! وقال لى : حتروح للقيادة وهم حيوصلوك الى مستشفى المعادى بالقاهرة .. وأنا حديلك جواب بذلك ،،ووصلت الى القيادة بمكتب العميد حشمت جادو وقال لى حتروح للقاهرة دلوقتى ..!!
قلت له : احنا فى يوم 13 أكتوبر وعيب انى أخلى للقاهرة فى وقت مثل الآن .. !! وأنا مستعد أن أمضى على مذكرة أوقع فيها بذلك .. فقال لى : انت قدامك أسبوع عشان تروح تغير على الجرح ، وهم الدكاترة هناك حيقولولك ،،،
وبعد أسبوع ذهبت الى المستشفى وغيرت على الجرح وكانت النتيجة مطمئنة والحمدلله رب العالمين ،،
بعد ذلك بأربعة أيام بدأ العدو فى أولى خطوات حصار الفرقة 19 فى شرق القناة ،،!!!

والى الحلقة الحادية عشر عن المذكرات حول حرب أكتوير من حيث ترتيب العدو لاحكام الحصار علينا ....
( عبدالوهاب حنفى )