الجمعة، 29 أكتوبر 2010

( زرزورة ) واحة الأحلام - عبد الوهاب حنفى



فى الثقافة الشعبية لسكان الواحات الداخلة ، معتقد سائد حتى الآن ، ملخصه أن هناك واحة يطلق عليها واحة ( زرزورة ) تقع فى اتجاه الظهير الصحراوى الجنوبى للداخلة  ، وهى منطقة مترامية الأطراف تصل مساحتها الى آلاف الكيلومترات ، وقد ظلت مجهولة منذ زمن بعيد وحتى العقدين الماضيين فقط ، حينما بدأ العمل فى مشروع شرق العوينات الزراعى .
وحتى الآن فأن ( زرزورة )هذه تمثل – فى الذاكرة الشعبية لأبناء المنطقة ، ذلك المجهول والبعيد ، بل والمسحور أيضا ..!!
حتى أن سكان الواحات الداخلة حاليا يقولون عن التائه الغائب الذى لم يعد بعد أن من الممكن أن يكون قد وصل الى زرزورة ...!!
وفى أوائل القرن التاسع عشر كثرت بعثات البحث عن هذه الواحة المجهولة فى الصحراء الليبية لاستقصاء أخبارها واكتشاف أمرها ، وقد كانت كتابات الرحالة العرب بما حملته من خيالات وغيبيات حول المناطق البعيدة والمجهولة ، حافزا مشوقا لكل من يريد الاستكشاف ، خاصة فى صحراء مصر الغربية .
ولكن بعد فشل الحملات الاستكشافية لزرزورة ، خمدت المحاولات ، وتناسى الناس أمرهذه الواحة ، وان ظلت فى الذاكرة الجمعية الشعبية لسكان الواحات الداخلة . الى أن اكتشف الرحالة أحمد حسنين واحتى العوينات وأكنو ، فانبعثت الخرافات من جديد ، وانطلق المكتشفون خلفها ، وكان حلم زرزورة هوالقبلة الرئيسية لرحلاتهم .
وزرزورة هو اسم محلى لعصفور صحراوى جماله بديع الألوان ، يصدر صوتا رائعا فى الصحراء يشبه الجملة الموسيقية ذات الايقاع الهادىء( moderato ),
كانت المجلة الجغرافية (الانجليزية )  مسرحا للدراسات والأبحاث والجدل حول ظهور واختفاء هذه الواحة  اللغز، وان كانت كتاباتهم ودراساتهم لم تخرج عن كونها نتاجا طبيعيا للحدس والاستنتاج من أقوال المؤرخين العرب القدامى واستقصاء الأخبار والروايات من أهالى الواحات الداخلة او من الكتب التاريخية المصرية القديمة من اغريقية ورومانية  ، وأيضا عربية .
وقد أشيعت عن هذه الواحة قصص خيالية تجعل من الوصول اليها نسجا من الخيال ، وفى كتاب ( الدليل الى مصر ) الذى طبع سنة 1896 م ورد عن مكان واحة زرزورة - استنادا الى أقوال بعض العرب الرحل – رأيان ، الأول يرجح أنها تقع فى بحر الرمال الأعظم ، بينما الرأى الثانى يتجه الى أنها توجد فى جنوب الواحات الداخلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الى موقع فولكلور