الجمعة، 29 أكتوبر 2010

عادات الزواج فى الواحات الداخلة ( مصر ) الجزء الأول - عبد الوهاب حنفى



                     عادات الزواج فى الواحات الداخلة 

 هناك مفارقات عديدة – وطريفة ايضا - ترتبط بموضوع الزواج فى الواحات الداخلة ، مثلا ، شهرة قرية القصر بجمال فتياتها ، فهنا مثل شعبى محلى يقول ( ان فاتك بنات مصر ، خد من بنات القصر ) ، ومن قرية المعصرة تجد العروس التى تتسم بالقدرة على تحمل الحياة المنزلية واعباء البيت الكبير الذى يعيش فيه العريس مع والديه ، والتكيف الهادىء مع المناخ العائلى الجديد ، كما تتسم قرى القصر والقلمون بالمغالاة فى المهور لبناتهم ، والمبالغة فى مطالب التجهيزات الخاصة بمنزل الزوجية ، وتشتهر قرية الراشدة بالطموح البالغ لدى الفتيات ،  رغم فقدان المهارات المنزلية  المعتادة فى المنطقة ، فى حين نجد ان المرأة فى موط والهنداو وبلاط تتميز بمهارات منزلية خاصة فى مجال الحرف التقليدية مثل صناعة الخوص ، فضلا عن القدرة على التكيف مع المستوى الاقتصادى للزوج .
احتفاليات الزفاف

والزفاف فى الواحات الداخلة يمر بمجموعة من الاحتفاليات المتميزة ، وهى عادة ما تبدأ قبل ( الدخلة ) بأسبوع كامل  وهى على التوالى :




أولا:الفاتحة
تبدأ أولى خطوات الزواج بما يطلق عليه (الفاتحة ) وهى زيارة أهل العريس لأهل العروسة لطلب ( يد بنتهم ) ،  وبعد المراسم الشكلية من الحديث يقوم الحاضرون بقراءة الفاتحة ، ثم يتناول الجميع العشاء ( وليمة يتحملها أهل العروسة ) وهذه الزيارة لايحضرها العريس .
وعقب وجبة العشاء مباشرة تصل مجموعة من السيدات والفتيات من أهل العريس الذى يصاحبهم ، يحملن الهدايا وهى عبارة عن ملابس للعروس وبعض الأطعمة الجافة وهدية ذهبية للعروس ، وبعد تناولهم لوجبة العشاء تبدأ مراسم حفل ( الفاتحة ) بالزغاريد والغناء فى مكان مفتوح مجاور لمنزل العروس ، حيث يجلس العريس والعروس فيما يشبه ( الكوشة ) حيث يقوم العريس بتقديم الهدايا الذهبية للعروسة ، ثم تختتم مراسم الفاتحة بزفة عبر شوارع البلد للاعلان عن اولى احتفالية الزواج
بعد اتمام ( الفاتحة ) يصبح من حق العريس زيارة عروسه فى المناسبات
تبدأ العائلتان فى الاتفاق على موعد اتمام الزواج الذى يكون – فى العادة – فى أحد أشهر الصيف ، حيث يندر اتمام الزيجات فىالواحات شتاء ، لظروف الطقس شديد البرودة ليلا

ثانيا:السامر  

بعد تحديد موعد الزفاف ، وقبله بحوالى بعشرة أيام – على الأقل - تبدأ ليالى السامر ، والذى يمتد لأكثر من ذلك كلما كانت عائلة العريس ذات مستوى اجتماعى  متميز
تقام ليالى السامر أمام منزل العريس ( فى الشارع ) بعد العشاء ، وغالبا ما كانت تستخدم أقرب سقيفة ( الجزء المسقوف من الشارع ) فى اقامة ليالى السامر حيث تشتمل السقيفة على مجموعة من المصاطب المتقابلة على الجانبين ، حيث يتجمع الشباب وبعض الكبار من أهل الواحة للسهر على أنغام ( الزمر ) والأغانى المصاحبة ، وأغانى السامر عادة ما تبدأ بموال أو أكثر ثم أغنية على ايقاع الدربكة والزمر ، ( وسوف نتعرض لبعض النصوص من أغانى السامر فى فصل الأدب الشعبى فى الواحات الداخلة ) وقد كانت ليالى السامر فيما مضى ، تحتوى على فقرة راقصة ، يؤديها أحد الشباب مرتديا زى امرأة ، حاجبا وجهه عن الجمهور ، مما يجعل من معرفة شخصه مجالا للحديث وتساؤلات الحاضرين ، خاصة اذا ما أجاد فى فن الرقص

يستمر السامر حتى ما قبل الفجر ، وهى احتفالية للرجال فقط ، بينما تكتفى السيدات بالفرجة من أسوار الأسطح فقط ، والمشاركة بالزغاريد
وقديما كان مشروب ( عرقى البلح ) المسكر مصاحبا لمعظم الشباب المشارك فى هذه الاحتفالية ، وقد تلاشت هذه الظاهرة تدريجيا مع انتشار نسبة التعليم ، والوعى الدينى المتنامى فى العصر الحاضر . حيث تم القضاء نهائيا على معامل تقطيرالبلح ( التى كانت تنتج مشروب العرقى ) والتى كان آخرها ما يمتلكه بعض أعيان القرى فى الواحات .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الى موقع فولكلور