شهد تاريخ مصرنا الغالية ظاهرة ( التوحيد ) قبل الرسالات السماوية من عند الله عز وجل ، ولما شرفت مصر بنعمة الاسلام ، رأيناها تبذل كل الجهد فى نشر العلوم الدينية واللغة العربية الصحيحة فى بقاع كل أرض دخلها هذا الدين الحنيف ، فكان الأزهر الشريف هو قبلة العلم والتفسير والشرح والاجتهاد والتأليف بين المذاهب فى تناغم وحب غير مسبوق ، بل أن التاريخ القريب - جدا - يشهد لمصر بدورها الريادى فى تعليم سكان الصحراء من بدو الجزيرة العربية علوم القراءات ، بل قراءة وكتابة اللغة العربية ، وما من شيخ كبير عاش على أرض الحجاز ، الا ويدين بالعرفان الى من تعلم على أيديهم علوم الدين الاسلامى من رجالات الأزهر الشريف .
ولعل منا من لا ينسى كبار القراء للقرآن الكريم ممن كانت تحفل بهم مساجد أرض الجزيرة العربية وشتى بقاع العالم الاسلامى فى مناسبات دينية ، وفى مقدمتها شهر رمضان المعظم ، شهر القرآن .
فقد ظلت مصر - ولا زالت - المصدر والمعين الذى لاينضب للمعارف الدينية والعلوم الانسانية ...
تلك مقدمة لابد منها ، شئنا أن نتطرق اليها فى عجالة ، فى مواجهة الأصوات ( المبحوحة ) التىتحاول أن تصور مصر على أنها يمكن أن ( تستورد ) رؤى جديدة ، وتفاسير مغايرة لما تعلمته ، بل وعلمته للآخرين من صحيح الدين .
وتلك الأصوات هى التى تحاول أن تطبق المثل الشعبى المصرى القائل ( القوالب نامت ، والأنصاص قامت ..!!)
وتلك ( الانصاص ) هى التى ظنت - واهمة - أن مجرد ( اللحية ) هى بمثابة الدرجة الأعلى فى العلم والتقوى من ( الاجازة العالمية ) وهى الشهادة التى يحصل عليها علماء الأزهر الشريف ...!!!
وهنا يمكن أن نضع أيدينا على أول الطريق الذى نود دراسته فى مجال ( الاسلام .. من يخدمه ؟.. ومن يستخدمه ..؟؟!! ) متوسلون بالأدلة وما أكثرها الآن .. خاصة ونحن فى مرحلة مكاشفة حقيقية ، فالكل ( يلعب ) فوق المسرح ، ولم تعد هناك نوايا خافية ,وأخرى ظاهرة
وهو ما سوف نتعرض له فى بقية المقال ان شاء الله ، لوكان فى العمر بقية ...،،،
( عبدالوهاب حنفى )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الى موقع فولكلور