<b>الحلقة الثامنة/ مذكراتى عن حرب أكتوبر
رغم ضرب الطائرات / فتح الكبارى عنوة ..!!!
( بقلم عبدالوهاب حنفى )
كان يغيب عن بعض الجنود أن هذه هى الحرب الحقيقية ، وأنها كانت مشروعا تدريبيا ,,!!! فكان من بعض صف الضباط أن طلب من القائد أنهم نجحوا فى تنفيذ المهام الموكلة اليهم ، وأنهم – فيما نجح المشروع التدريبى – أصبحوا يستحقون اجازة ...!!!
وكان ذلك مما نفذته المشروعات التدريبية من تأثير على نفوس الجميع ، وخاصة الجنود ، من أن الهجوم الأخير ليس سوى انتصارا فى مشروع تدريبى فقط ...!!
فتح الثغرة فى الساتر الترابى :
0 أسلوب ضخ المياه عن طريق خمس مضخات للمياة فى فتح الثغرة ، وفى عام 1972 قمنا بشراء كميات من المضخات ( انجليزية وألمانية ) ، ولكن المضخات الألمانية كانت هى الأقوى ، فكان ان تحدد للثغرة الواحدة ، ثلاث مضخات انجليزبة ، ومضختان ألمانية ، وتتشكل المجموعة من10 – 15 فردا من الجنود ( من المهندسين العسكريين )
ويذكر الفريق سعد الدين الشاذلى ( الا أن العدو الاسرائيلى لم يكتشف اكتشافنا للمضخات الفاتحة للثغرات ، برغم تدريبنا عليها فى المشروعات السابقة ،،، وقد تحققنا من ذلك عندما وقع بأيدينا أحد جواسيسهم قبل نشوب الحرب بشهرين ...!!! )
بعد عناء شديد تمكنت قوات المهندسون العسكريون من فتح كوبرى 50 طن للفرقة 19 لعبور الدبابات واللوارى فى يوم 7 أكتوبر الساعة الثامنة مساء ، ولكن تم تدميره من طائرات العدو ومدفعيته ، وأعاد المهندسون تركيبه فى الثانية عشرمساء ، وعبرت معظم دبابات اللواء 22 مدرع ،
فى صباح يوم 8 أكتوبر ، تعرض معبر فرقة 19 لقصف جوى ومدفعى شديد ، ورغم ذلك تم عبور معظم اللوارى التى تحمل الذخائروالتموينات الغذائية الى الشرق ، ( وهذا هو يوم عبورى الى شرق القنال )
وتمكنت طائرات العدو من تحطيم كوبرى الفرقة السابعة ، وتحولت دباباتها الى كوبرى الفرقة19 .
فى هذا اليوم ( 8أكتوبر) تمكن اللواء الخامس مشاه من القضاء على النقطة القوية رقم 149 وتم أسر 21 فرد وقتل الباقى .
وتمكن اللواء السابع مشاة من القضاء على النقطة القوية رقم 158 وتم أسر 12 فرد منها وقتل الباقى منها .
وتمكنت من عبور الكوبرى بالسيارة الجيب 69 المخلوع منها السقف القماش ، نظرا للخوف من أن يستخدم العدو نيران النابالم ، وبرغم العبور من فوق الكوبرى فى وسط الاغارات الجوية المتلاحقة ، الا أننى أكاد أتنفس هذا الهواء الذى شممته منذ أكثر من 46 سنة ...!!! هواء النصر والعبور الى شاطىء سيناء ،،،
كان العبور الى ( محطة السرية ) وكان على بعد أكثر من خمسة كيلومترات شرقا ، وهو مركز قيادة الفرقة الخلفى للفرقة 19 الذى يتولاه العميد حشمت جادو رئيس أركان الفرقة ، والمركز المتقدم كان بقيادة العميد يوسف عفيفى الذى تولى قيادة الفرقة من فبراير 1971.
كانت ( محطة السرية ) على جانب عال من جبل يشكل محورا للجبل الذى يحيط بالمكان ، وعلى الجانب الآخر يقيم رئيس أركان الفرقة والى جواره العقيد علاء درويش قائد مدفعية الفرقة ...
كان ضرب المدفعية المعادية على مدار الساعة ، وكان الجنود معى يطلقون عليها ( ابوجاموس ) وهو طلقات مدافع 130مللى ، والتى تنطلق من بطارية المدفعية من جبل المر..!!
كانت هذه هى المرة الأولى التى أنام بها من فجر يوم5 أكتوبر وحتى الآن ( فى مساء 8أكتوبر).. وكانت هذه المرة الأولى ، والأخيرة من حياتى التى لاأنام فيها أكثر من ثلاثة أيام ولا أشعر بحاجة الى النوم ...!!!
وكل همى أن أعود الى النقاط القوية على خط بارليف التى أسقطتها قوات اللوائين الخامس والسابع ، وأسرا بهما الجنود الاسرائيليين ..!!!
استيقظت فى اليوم الثانى مبكرا ، وأخذت معى العريف عبدالعزيز ( من الشرقية ) ليسوق السيارة كى أتفرج على قواتنا من الخلف ( من خلف قناة السويس شرقا ) وحتى مركز القيادة الخلفى للفرقة 19 ...
ووصلت الى الشاطىء الشرقى للقناة ،، ويالها من منظر ،،، الصورة التى كانت تعمى ناظرينا فى الأمد القصير الماضى منذ ثلاثة أيام ، أراها اليوم وقد تحولت الى أشلاء وحطام بشرى ومادى فى خلال الساعات الماضية ، وفجأة ودون أدنى مقدمات – وأثناء تواجدنا على مشارف الشاطىء – وعلى مشارف الصورة ، أنهمرت علينا ماتجود به السماء من دانات وذخائر مما تجود مدفعيات العدو الى شاطىء القناة الشرقى التى كانت تحتله منذ ساعات قليلة ،،، وعلى الفور ترتفع فى ذاكرتنا المقولة التى كان العدو : بأن من يقترب من الشاطىء الشرقى قرب النقاط القوية ، سوف يتعرض لضرب من المدفعية مما يعرض المتعدى الى ضرب مبرح لا يؤدى الموت فحسب ، بل الى تفتيت المتعدين الى أشلاء ،،،!!!
والنقط القوية تعرض مايغير عليها من بشر ، وان هذه النقط لاتتأثر بما تتلاقاه من ضرب بالمدفعية ....!!!
والى الحلقة التاسعة ، ان شاء الله ،،،،
( عبدالوهاب حنفى )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الى موقع فولكلور